إن مشكلتي زيادة الوزن ونقصانه ، هما وجهان لعملة واحدة ، والسبب ليس الأكل وحده، حيث يمكن أن يكون هناك سبب آخر ، ولكن لابد من معرفة طبيعة الشخص النحيف والوقوف على حالته الصحية ، من دون إهمال الناحية المزاجية وعاداته ، فليس الطعام في غلو سعراته أو مكان شرائه ، وإنما في محتوى الأكل نفسه وقيمته الغذائية ، وما يحتوي عليه من سعرات حرارية ، فأكثر احتمالات النحافة هي: قضية الأكل غير المتوازن ، حيث إنه إذا قلت كمية السعرات الحرارية الواردة للجسم عن المنصرفة تكون النتيجة النحافة وفقدان الوزن ، بينما العكس في حالة السمنة ، فتكون كمية السعرات الحرارية أو الطاقة الداخلة للجسم أكثر من المنصرفة .
ومن الجدير بالذكر وجود ناس سيبدون أقل وزناً من المتوسط ، ولكنهم يتمتعون بصحة طيبة طوال حياتهم ، وهؤلاء لا يعانون مشاكل طبية ، حيث تكون نحافتهم نتيجة لعوامل وراثية ، ولكن بالنسبة إلى البعض الآخر ، فقد يكون الوزن المنخفض علامة على وجود مشكلة طبية ، وخاصة عندما يكون هذا الانخفاض في الوزن غير مقصود باتباع نظام غذائي لخفض الوزن مثلاً، أو أن يكون فجائياً ، وأهم هذه الأسباب : سوء امتصاص الطعام من القناة الهضمية في حالات الإصابة بالطفيليات والديدان ، وأيضاً في حالات أمراض القولون وأمراض الجهاز الهضمي ، وقد يحدث هذا في حالة الإصابة بمرض السكر أو الاسهال المزمن، أو زيادة إفراز الغدة الدرقية ، كما أن إجراء جراحة أو إصابات جسدية أو التعرض لضغوط نفسية أو مؤثرات حياتية ، مثل فقد حبيب، يمكن أن يؤدي إلى فقد الشهية ونقصان الوزن ، وقد ينتج نقصان الوزن عن التداوي ببعض العقاقير ، مثل تلك المضادة للأورام، أو التعرض للإشعاع العلاجي ، حيث إن الإعراض الجانبية لهذا النوع من العلاج قد تؤدي إلى القيء ومن ثم نقص الوزن .
أما فيما يتعلق بأهم النصائح الغذائية ، فهي الحرص على تناول ثلاث وجبات رئيسية بانتظام من دون إلغاء أي واحدة منها ، وبينها وجبات خفيفة في الأيام العادية والتركيز على التمر والحليب والعسل ، وتناول كميات أكثر من قبل ، الحرص على تناول الحليب والعصائر والفواكه الطازجة والمجففة الغنية بالسعرات العالية كالتمر والتين والعنب أو الزبيب والبرتقال والمانجو وغيرها مما تشتهيه نفسك بوفرة ، ممارسة رياضة معتدلة منتظمة ، حيث تلعب دوراً في التجويع ، ما يدفعك إلى الأكل وزيادة الكمية المتناولة من الطعام اليومي ، تناول قدر كاف من المواد النشوية كالارز ، الخبز ، المعكرونة ، البطاطا والبروتينات الحيوانية لما لها من دور مهم في بناء خلايا الجسم، ولا تنس مصادر الطاقة في الدهون، الزبدة، السمن، والقشدة وغيرها ولكن باتزان، الامتناع عن التدخين، تناول الفيتامينات تحت إشراف طبي بعد إجراء التحاليل والفحوص الطبية .
الدكتور:محمد عثمان عدنان سيروان
الاختصاصي بالصحة العامة وطب الاسرة
التاريخ: الجمعة 24-1-2020
الرقم: 17176