قليلة هي النباتات التي حافظت على التواصل ، وعبرت جسور الزمن الممتد بين الماضي والحاضر، ومعدودة تلك النباتات، التي نالت قدراً من الشهرة ، كما ناله نبات البابونج …
يعد البابونج من اقدم النباتات التي شاع وانتشر استعمالها منذ القديم … فقدسه المصريون القدماء ، وقدموه لآلهتهم ، بسبب قدرته على الشفاء .
وللبابونج سيرة عطرة في التراث العربي والإسلامي … فقد ذكره داود الانطاكي في تذكرته : ( معروف ، يسمى عندنا بيسون،ينبت حتى على الأسطحة والحيطان ، وأكثره أصفر الزهر ، ملطف ، لاشيء مثله في تفتيح السدود وإزالة الصداع ، والحمايات ، شرباً ومزجاً وانكباباً على بخاره ، يقوي الباه والكبد ويفتت الحصى ، ويدر الفضلات ، وينقي الصدر من الربو .)
ويجب ان لا نستغني عن البابونج في منزلنا بأي حال من الأحوال … فله فوائد كثيرة ، فهو يعالج:
المغص المعوي والمعدي ، ومغص الدورة الشهرية عند النساء ، وهو يهدئ من التهيج العصبي ، والشقيقة وألم الأسنان والتهاب الجيوب وألم الأذن والتهاب المفاصل .
كما عرف عن مستحلب البابونج أنه ينشط الدورة الدموية ، ويطرد السموم الناتجة عن التدخين ، ويفيد في بعض حالات التسمم …
وهو أيضاً يزيل الرمد من العين ، انكباباً على بخاره أو غسلاً للعين .
ومستحلبه يعيد النضارة والحيوية للوجه ، ويزيل بعض أنواع البثور ، والالتهابات الناتجة عن حب الشباب .
ختاماً … إن الأوساط الشعبية تتناول عدداً من الصفات العلاجية ، التي يتناقلها الأبناء عن الآباء ، والآباء عن الأجداد ، حتى من غير تزكية من العلم … وعلى رأس هذه الوصفات : البابونج حسن الذكر والسيرة .
د. محمد منير أبو شعر
التاريخ: الجمعة 24-1-2020
الرقم: 17176