مسرح… «تانغو»..قضايــــا المــــــــــرأة بأوجــــــــــه جديـــــــدة

معطيات مسرحية تألقت بحضور حوار رشيق غني، مساحات درامية متاحة، استوعبت أفكارا ومشاكل وصعوبات، عناصر مسرحية ومحاور جسدت اتجاهات مكنتها أن تنقل قضايا جوهرية واجتماعية عديدة.. من هنا استطاع العرض (تانغو) على صالة مسرح القباني بدمشق استقطاب الكثير والكثير من القضايا، تلك التي ارتبطت بالمرأة بشكل عام، في نفس الوقت الذي أضاءت فيها على وضعها أثناء الحرب، والتي عاشها السوريون جميعهم، فاستطاع أن يلخص بين سطوره قضايا اجتماعية وإنسانية وثقافية، مثلما تمكن من نقل المشاكل المتتابعة في كل مجال عاشه السوريون دون استثناء.. في المعيشة والعمل في البيت و الأسرة.. عدا عن مشاكل الفقدان والخسارة، التي فاقت الخيال في كل شيء.. وأكثر شريحة عاشت كل تلك الويلات جميعها كانت المرأة السورية, فكانت كشخصية حقيقية و درامية، قادرة على حصر كل تلك المشاكل، وقد دفعت ضريبة كبرى في الحرب من جميع الجوانب، خصوصا أنها دوما تجسد الوجه الأخر للمجتمع، وتدفع الكثير في كل مسارات حياتها، وهي هنا الآن كحالها دائما، يمكنها أن تنقل كل معضلات حياتنا وصعوباتها كما هي كوارثها في وقت السلم وفي وقت الحرب.. هذا ما أبرزه العرض المسرحي (تانغو) من إعداد وإخراج ياسر دريباتي.
ركز العرض بين تفاصيله على قضايا المرأة بشكل واسع إلى حد عمق من تلك الطروحات، فتجلت أبعادها العميقة، عبر حوارات ومكاشفات جريئة، اقتربت من حياة المرأة ومعاناتها الخاصة والعامة… فمنها ما دار حول الواقع العام، و منها ما صنعته الحرب، فكان ما صنعته تلك المرأة نموذجا، والتي تخلى عنها زوجها, متجها إلى التطرف، وهي التي انتظرته للم الشمل طويلا بعد أن سافر خارجا، فتكتشف أنه جنح إلى الفكر المتطرف، ذاك الذي كان سببا في جر الويلات على الآخرين.. المرأة التي انتظرت زوجها وتركها لأوهامها، مثلها مثل رفيقتها في رحلة الألم, المرأة راقصة التانغو, التي هربت من جحيم زوجها، ليجمع العرض بين سطوره، معاناة المرأة خارج الحرب وداخلها، ثم تبعاتها، حيث أذاقت الناس المأساة.. بدءاً من التشرد إلى الهجرة إلى التطرف في الفكر إلى الحرمان وغيرها الكثير, كما مر العرض على بيئة اجتماعية وفكرية، ليضيء على أرضية فكرية ظلمت المرأة, فأظهر كيف أن تلك المقدمات، ساهمت بشكل أو بآخر بالوصول إلى تلك النتائج، وقد استطاع ايصال مقولته وفق بنية درامية, قامت على حوار غني، وأسلوب مقنع، أظهر كل تلك المعطيات الواقعية, وقد رافقته الموضوعية في طرح المشكلات، مستخدما المباشرة حينا والرمزية حينا آخر, محافظا على آليات درامية، استطاعت الإمساك بعناصرها بمهارة وبشكل ذكي، دون أن ننسى أداء فنانتين مميزتين، أتقنتا التفاعل بدقة مع الشخصيات وكل الحالات التي مرتا عليها، فكانتا على درجة كبيرة من الإقناع.
العرض من تمثيل نيرمين علي, ورهام التزه، دراماتورج أنور محمد، إضاءة بسام حميد، موسيقا مروان دريباتي, متابعة درامية شيرين عيسى.
آنا عزيز الخضر

التاريخ: الخميس 30 – 1 – 2020
رقم العدد : 17181

 

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"