لعمرك ليس الأمر ذنباً أصابه قصاص، لكن يعرب ومغول، هكذا كانت صرخة عربي، عندما تمادى العثمانيون بفظائعهم وتجاوزوا كل حد ممكن، وما أشبه اليوم بالأمس، التاريخ لا يعيد نفسه أبداً، لكنه يقدم الدروس والعبر لمن يريد أن يقرأ ويتعظ وغالباً لايفعل الحمقى ذلك، يمضون من عنجهية ليقعوا بحفر أكثر عمقاً عما سابقاتها، ينطبق الأمر على الاحتلال الصهيوني الذي ظن الجولان لقمة سائغة، تارة يريد تهويدها، ومرة أخرى يلجأ إلى ترامب لإعلان أنها أرض صهيونية، أو إن ترامب يملكها، وبالأمس عمل على مصادرة آلاف الدونمات لإقامة ما سماه مرواح هوائية، لكن أهلنا في الجولان كما عهدنا بهم كانوا الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات .
تصدوا ببسالة منقطعة النظير لكل فعل صهيوني يريد التهويد، والمشهد في المقاومة يمتد من قمم الجولان إلى ثغور حلب وجسر الشغور، أريحا وسراقب وإدلب، فكل بقعة سورية لوثها الإرهاب سوف تحرر وتعود إلى حضن الوطن، ولايمكن لأدوات التتريك أن تبقى، فهي إلى زوال، صحيح أن النظام التركي يستقدم مرتزقته ويزج بهم في لحظات رعونته وطيشه، يحسب أن الموازين سوف تقلب كما يشتهي، لكن الأمر غير ذلك تماماً، فمن خبر المقاومة والنضال والقدرة على الاستمرار مهما كانت التضحيات، لايمكن أن يغلب، أو يأخذه أحد ما غفلة، فمهما كانت أعداد المنتحرين مجاناً وخدمة لمشغلهم الوسيط أردوغان، وصلت رسالة الجيش السوري إلى من يقف وراء الأدوات والوسيط، ويطل مغرداً مرة ومرات وكأنه حاكم العالم من على منصات تويتر، وصلته رسالة ما يجري في الشمال، من حدود خان شيخون إلى المعرة، فحلب، وكل ثغر سوري متاخم للشمال، يحكي قصصاً وروايات كانت مع سيف الدولة، وهي اليوم أكثر جلاء وقدرة على الفعل، مع أبطال الجيش السوري نعيشها قولاً وفعلاً، ولايمكن لاي عدوان مهما كان أن يبقى على الأرض السورية، والتاريخ شاهد على ذلك، وكذلك الغد.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 4-2-2020
الرقم: 17184