برعاية الرئيس الأسد… انطلاق فعاليات المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام لنقابات العمال.. الهلال: شعب سورية وعمالها أثبتوا قوتهم وقدرتهم في مواجهة الإرهاب والتحديات
ثورة أون لاين:
برعاية السيد الرئيس بشار الأسد انطلقت في صالة الفيحاء الرياضية بدمشق اليوم فعاليات المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام لنقابات العمال تحت شعار “وطن بنيناه بعرقنا نحميه بدمائنا” بمشاركة وفود عربية وأجنبية.
وفي كلمة له خلال الافتتاح نقل ممثل راعي المؤتمر الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس هلال الهلال تحيات الرئيس الأسد إلى المشاركين في المؤتمر ومن خلالهم إلى جماهير العمال في الوطن والعالم تأكيداً على اهتمامه بقطاع العمال الواسع ولتحفيزهم على تطوير هذا القطاع وتعزيز دوره في بناء الوطن وتقدمه.
وأوضح الهلال أن الطبقة العاملة في سورية قطعت مراحل عديدة وتمرست في العمل الوطني والمطلبي وهي ترى أن الارتقاء بالمستوى المطلبي لا يمكن أن يكون حقيقياً إلا على أساس الارتقاء بالمطلب الوطني وهذه هي تقاليد عمال سورية وفلاحيها وطلابها وكل فئات شعبها وهي في تكاملها هذا تظهر حيوية المجتمع العربي السوري والتكامل بين الوطنية والعروبة وبين الوطنية والمطلبية.
وأشار الهلال إلى أن سورية تواجه أشرس حملات الاستهداف والتآمر التي عرفها التاريخ من الحرب الإرهابية المفروضة عليها إلى احتلال أجزاء من أراضيها والحصار الاقتصادي وسائر أنواع الضغوط التي تتهاوى جميعها أمام الإرادة الوطنية الصلبة للشعب السوري حيث لم تتمكن من النيل من ثوابته الوطنية ومبادئه العروبية وتمسك خلال الحرب الإرهابية بكل الاستحقاقات الدستورية تأكيداً على رسوخ الحياة الديمقراطية في سورية الصامدة بمواجهة المخططات التي تستهدف قرارها الوطني المستقل.
وقال الهلال: تتعرض سورية منذ نحو تسع سنوات لجميع أنواع الحروب والإرهاب والاحتلال التركي والأمريكي والدعم الإسرائيلي الأمريكي التركي للتنظيمات الإرهابية إضافة إلى الحصار الاقتصادي بهدف النيل من صمود شعبها الذي أثبت للعالم قوته وقدرته مع جيشه الباسل في مواجهة جميع التحديات مشيراً إلى أن الحديث عن التصدي للتحديات يقود إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب السوري جراء الحرب التي فرضت عليه والتي لا تقارن بحروب تعرضت لها دول أخرى.
وبين الهلال أن أعداء الأمة العربية يواصلون مخططاتهم لإضعافها فبعد فشل مخططاتهم السابقة ضدها تفتق ذهنهم على مؤامرة “صفقة القرن” الأمريكية الإسرائيلية لافتاً إلى أن من يقف مع فلسطين ومع القدس هو محور المقاومة الذي يسطر الانتصار تلو الآخر على الإرهاب وليس نظام أردوغان الذي يدعي مناصرته للقضية الفلسطينية في الوقت الذي يتحالف فيه مع كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
وشدد الهلال على أن سورية بدفاعها عن نفسها اليوم تصون العروبة وتعزز ثقافة المقاومة ومبادئ الاستقلال لافتاً إلى أن العالم يتغير اليوم بجهود الطبقة العاملة ونزوعها إلى التحرر والعدالة والتقدم ومواجهة سياسات الهيمنة والاستغلال والاستبداد المتمثلة بتوجه الغرب الإمبريالي وأحادية القطب نحو الوحشية والاستثمار الدولي في الإرهاب وسياسات الحصار والعقوبات وتتصاعد إرادات الشعوب ومبادراتها لهزيمة هذا الاستثمار ومواجهة هيمنة الولايات المتحدة ومحاولة تحكمها بمصائر الشعوب المستقلة وقرارها الوطني.
وأوضح الهلال أن عمال سورية وشعبها جزء فاعل في هذا التوجه المقاوم لسياسات الهيمنة والتفرد وأحادية القطب كما أنهم يقفون بصلابة خلف جيشهم الباسل الذي يتصدى اليوم للاعتداءات التركية الهادفة لحماية الإرهاب ويمضي قدماً بخطوات متسارعة واثقة وواعدة بإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الجغرافيا السورية.
من جهته أشار رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري إلى أن عمال سورية وعاملاتها بنوا الوطن بعرقهم وكدهم عبر عقود طويلة من التنمية والبناء وكانوا أوفياء له ومخلصين للمصلحة الوطنية وكانوا في جميع المحطات النضالية الوطنية يتصدرون الصفوف دفاعاً عن الوطن بدءاً من معركة الجلاء ضد المستعمر الفرنسي وصولاً إلى هذه الحرب الإرهابية المتواصلة منذ أكثر من تسع سنوات لإدراكهم أنها حرب تستهدف الشعب السوري والمواقف الوطنية والقومية لسورية وموقعها المقاوم لكل المخططات الصهيوغربية التي ترسم للمنطقة ضد مصالح أبنائها.
ولفت القادري إلى أن عمال سورية أدركوا منذ البداية أن حربنا ضد الإرهاب وداعميه هي حرب الحق ضد الباطل.. حرب النور ضد الظلام.. حرب الحرية والتوق للتقدم ضد الجهل والظلامية.. واجهنا خلال هذه الحرب عتاة الإرهاب التكفيري المتطرف المدعوم من دول وقوى إقليمية ودولية مارقة انتهكت في الحرب على سورية كل القيم والأخلاق والأعراف الدولية.
وبين القادري أن عمال سورية ورغم كل ظروف استهدافهم ومؤسساتهم من قبل الإرهابيين القتلة ينتجون للشعب السوري الصامد أسباب الحياة ومقومات الصمود في ظل حصار اقتصادي جائر وإجراءات اقتصادية قسرية ظالمة فرضتها دول العدوان لافتاً إلى أن عمال سورية بصمودهم ووطنيتهم وغيريتهم شكلوا متراساً أساسياً للصمود في وجه هذه الحرب وشكلوا جيشاً خدمياً وإنتاجياً ورديفاً لأبطال الجيش العربي السوري الذي كان ولا يزال يواجه بكل بسالة وشجاعة الإرهابيين وداعميهم حتى تحقيق النصر الناجز.
وأشار القادري إلى أنه رغم ظروف الحرب والمعاناة الكبيرة للعمال كانت الدورة النقابية السادسة والعشرون حافلة بالعطاء والتوجه الحقيقي نحو الأهداف وتم إنجاز الكثير من خطط وتوجهات ومقررات المؤتمر العام السادس والعشرين لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه لا تزال هناك قضايا عمالية كثيرة ملحة ستكون محور اهتمامات الدورة النقابية السابعة والعشرين ويأتي في مقدمتها إعادة بناء ما دمره الإرهاب وبناء مشروعات اقتصادية جديدة.
ونوه القادري بصمود أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي معرباً عن تضامن عمال سورية مع عمال فلسطين وشعبها في مواجهة ما تسمى “صفقة القرن” ومع عمال ونقابيي العالم في نضالهم المشروع للدفاع عن أوطانهم وتحصيل حقوقهم.
من جهته نوه الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن بصمود سورية في وجه الحرب الإرهابية ووقوفها سداً منيعاً في مواجهة المؤامرات التي تستهدف المنطقة وفي مقدمتها ما تسمى “صفقة القرن” مؤكداً أن سورية ستنتصر في الحرب التي تستهدف النيل من سيادتها واستقلالية قرارها.
وأشار غصن إلى الموقف الوطني والقومي لاتحاد نقابات عمال سورية عندما دعا منذ أكثر من ستين عاماً قيادات نقابية عمالية من ست دول عربية للإعلان من على مدرج جامعة دمشق وضع اللبنة الأولى لقيام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وتحقيق وحدة الحركة النقابية العربية والانتصار لقضايا الحقوق والحريات النقابية.
بدوره أكد رئيس اتحاد النقابات العالمي مزواندل مايكل ماكوايبا دعم الاتحاد لعمال سورية الذين قدموا مع شعبها دروساً للعالم في المقاومة والتصدي للمخططات التي تستهدف وطنهم وفي مواجهة الحرب الإرهابية مشيراً إلى أن سورية قوية وستبقى وشعبها سيواصل النضال لأنه الطريق الوحيد لتحقيق النصر.
وقال ماكوايبا: شاهدنا خلال سنوات الحرب الإرهابية العديد من الصور والفيديوهات المفبركة عن الواقع في سورية لكن نحن هنا اليوم وسننقل الواقع كما شاهدناه حيث الاستقرار والناس تذهب إلى أعمالها بأمان بخلاف ما يدعون في وسائل الإعلام المعادية لسورية داعياً المهجرين السوريين للعودة إلى بلدهم للمساهمة في عملية إعادة الإعمار.
من جانبه أكد الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الأفريقية ارزقي مزهود وقوف عمال أفريقيا إلى جانب سورية وعمالها في مواجهة الحرب المفروضة عليها مشيراً إلى أن عمال سورية أثبتوا للعالم أنهم لم ولن ينحنوا أمام قوى الظلم والدمار والتخريب وسيواصلون الصمود مع شعبهم حتى تحقيق النصر.
وأشار مزهود إلى ضرورة وقوف كل أحرار العالم مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للمؤامرات وآخرها ما تسمى “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية والنيل من حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس مشدداً على أن عمال أفريقيا متضامنون مع عمال فلسطين وشعبها ونضالهم المشروع لنيل كل حقوقهم.
وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي حول إنجازات الطبقة العاملة والمكاسب التي تحققت لهم خلال الدورة السادسة والعشرين للاتحاد.
وقدمت فرقة جلنار للمسرح الراقص عرضاً مسرحياً “أوبريت المؤتمر” تضمن لوحات غنائية ومسرحية راقصة حاكت بطولات الجيش العربي السوري وإنجازات الطبقة العاملة في الدفاع عن الوطن وبنائه منذ ثورة الثامن من آذار حتى اليوم.
حضر افتتاح المؤتمر رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس ونائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية اللواء محمد الشعار والأمناء العامون لأحزاب الجبهة وأعضاء القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من الوزراء ونوابهم ومعاونيهم وعدد من المحافظين وسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في سورية ورؤساء المنظمات والاتحادات النقابية.
ويحضر المؤتمر الذي يستمر حتى الـ 16 من الشهر الجاري نحو 479 مندوباً من اتحادات عمال المحافظات والاتحادات المهنية من نقابيي ونقابيات سورية وتتم خلاله مناقشة التقارير الاقتصادية والخدمية المقدمة من المكتب التنفيذي ومشاريع الاتحاد واتخاذ التوصيات اللازمة بشأنها وانتخاب لجان الطعون والمجلس العام والرقابة والتفتيش وأعضاء المكتب التنفيذي.
ويخصص المؤتمر جلسة تضامنية مع عمال وشعب فلسطين المحتلة في مواجهة ما تسمى “صفقة القرن” والتنويه بصمود أهالي الجولان السوري المحتل بالذكرى الـ 38 لرفض الهوية الإسرائيلية.
.