تنهض وينهض معها البلد.. حلب شريان الاقتصادي السوري ونبض حضاري وثقافي عريق

ثورة أون لاين- منهل إبراهيم:

تنهض حلب وينهض البلد .. حلب العريقة بشعبها وصناعتها ترتفع كطائر الفينيق معلنة بدء مرحلة جديدة باتجاه نهضة صناعية تعوض ما فقدته خلال سنوات الحرب العجاف التي فرضها الإرهاب على ترابها وهذا بدوره سينعكس قوة على الوطن واقتصاده الذي عانى ويعاني مع الحصار الاقتصادي الجائر والإجراء القسرية أحادية الجانب التي يفرضها الغرب الاستعماري على سورية وفي مقدمته الولايات المحتدة الأمريكية.


وفي متابعة واهتمام من الحكومة تفقد وفد وزاري عدداً من المنشآت الاقتصادية بريف حلب الغربي الجنوبي المحرر من الإرهاب وشملت مركز البحوث الزراعية في المناطق الجافة “إيكاردا” ومحطتي تحويل الكهرباء في “إيكاردا” والزربة ومنشأة تربية الدواجن ومعملاً لصناعة الألبسة الجاهزة.
الوفد الذي ضم وزراء الموارد المائية والزراعة والإصلاح الزراعي والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والإدارة المحلية والبيئة والكهرباء والأشغال العامة والإسكان والصناعة اضطلع على أعمال تأهيل وصيانة طريق حلب دمشق الدولي التي شملت ترحيل الأتربة والأحجار والأنقاض وغسل الطريق ودهان الأرصفة.

ويجري العمل على إعادة الخدمات ضمن الإمكانيات المتاحة لتمكين المواطنين من العودة لقراهم وتقديم التسهيلات لقطاعات الصناعة والسياحة والزراعة لإنعاش المناطق المحررة.

وكذلك إجراء مسح للأراضي التي حررها الجيش العربي السوري جنوب حلب ووضع برنامج بهدف تأمين الدعم للفلاحين لإعادة العمل الزراعي والعملية الإنتاجية كما كانت عليه في السابق مع الإشارة إلى أهمية عودة مركز “إيكاردا” نظرا لدوره الإيجابي وإسهامه بالتعاون مع البرنامج الوطني للزراعة في تطوير القطاع الزراعي.

وتقوم الورشات الفنية بالعمل لفتح الطرقات وإزالة السواتر وتأهيل المنصفات والطرقات.. والدعم الحكومي لحلب في قطاع الخدمات بلغ منذ بداية العام حتى الآن مليارين ونصف المليار ليرة سورية وشمل عدداً من المشاريع الخدمية والتنموية.

الجدير ذكره أن الأضرار وصلت قيمتها إلى 12 مليار ليرة سورية في محطتي “إيكاردا” والزربة والورشات تقوم حالياً بتركيب محولة باستطاعة 30 ميغاواط بقيمة 3 مليارات ليرة وتغذيتها بالتيار الكهربائي قريباً بهدف إيصال الكهرباء إلى منطقة الزربة وإحياء عجلة الاقتصاد فيها.

وزارة الكهرباء وضعت برنامجاً زمنياً لإعادة المحطة كما كانت عليه سابقاً وتأمين الكهرباء لمحطة تحويل الزربة 400-230-66 ك ف من خلال تأمين خط كهرباء 230 ك ف ومن ثم تأمين الكهرباء لمحطة إيكاردا التي تبلغ استطاعتها 30 ميغا واط حيث سيتم تأهيل أربعة مخارج كهرباء متوسط لتنطلق من محطة إيكاردا وتغذي المنشآت الصناعية في منطقة الزربة.

ويتم العمل على منح التسهيلات اللازمة للصناعيين ودعمهم لإعادة إقلاع عجلة الإنتاج لأهمية المصانع والصناعات النسيجية والهندسية في حلب.
بدأت مدينة حلب في سورية تنفض غبار الحرب الإرهابية الذي فرضت عليها ودمرت بينتها التحتية لتستعيد مجدها الإقتصادي.. حلب التي كانت تعد أكبر مركز صناعي وتجاري في سورية تشهد عودة الحياة “الطبيعية” إليها تدريجيا.

الحكومة السورية باشرت سياسة تدعيم لإعادة ترميم وافتتاح المصالح الإدارية حيث تم إعادة تشييد منطقة إدراية للسكان، كا عادت حوالي 500 شركة صناعية إلى نشاطها في مختلف المجالات.


عمليات الترميم شملت أيضا السوق المحلية التي تشهد عودة المحلات والباعة المتجولين والزبائن، على غرار هذه الزبونة التي تقطن في المدينة القديمة:
وتشهد منطقة الشيخ نجار الصناعية التي أقيمت عام 2003 وأصبحت أكبر منطقة صناعية في المنطقة في العام 2012، إعادة إعمار واسعة بعد أن تم تحريرها من الإرهاب.. الشركات والمصانع التي هجرت المنطقة عادت لإستئناف نشاطها وصناعاتها التنافسية مثل معالجة القطن وصنع الصابون القشتالي التي تشتهر بها المدينة القديمة.

هذا وتتمتع حلب بشروط فريدة لتطوير الأعمال بفضل موقعها الجغرافي على الطرف الغربي من طريق الحرير القديم وتقاطع الطرق التجارية.
وبهدف إعادة انعاش الإقتصاد الحلبي تم إقانة مكتب لتوجيه المؤسسات التي تعتزم الاستثمار في المنطقة وتسهيل الإجراءات الإدارية اللازمة.
وتعاطى السوريون مع انجاز استكمال استعادة كامل حلب وريفها إلى كنف السيادة السورية وتأمين المدينة ومطارها من الاعتداءات بصفته الخطوة الأهم على طريق التعافي الاقتصادي للبلاد، التي تعاني من أزمة اقتصادية بفعل الحرب الاقتصادية التي تُشن ضدها.

ولطالما وُصفت مدينة حلب بأنها الشريان الاقتصادي الأهم للبلاد، أو العاصمة الاقتصادية. والتوصيف يُثبته كون حلب تُعد أكبر المدن السورية، وأكثرها ثراءً وأهم مركز صناعي في البلاد، كان يؤمن معظم الناتج المحلي السوري، من خلال المعامل الصناعية والمناطق الزراعية التي تقع ضمن حلب وريفها.

والأهمية الاقتصادية للمدينة تكرست تاريخياً. بعد اسطنبول والقاهرة عُدّت حلب ثالث المدن لناحية أهميتها في عهد الاحتلال العثماني.. كما شكلت نقطة تجارية استراتيجية لوقوعها في نهاية طريق الحرير الذي يمر بآسيا الوسطى وما بلاد بين النهرين، وكونها كانت تربط تلك البلاد بالبحر الأبيض المتوسط، إذ كانت تضم الاسكندرون الذي اعتبرته تركيا تابعاً لأراضيها عام 1940، ما سبب بانتكاسة تجارية للمدينة آنذاك.

في العام 2016.. استبشر الاقتصاديون السوريون خيراً بعودة العجلة الاقتصادية لبلادهم بعد تحرير الجيش السوري لحلب. وسرعان ما نشطت حركة المستثمرين. منشآت عدة بدأت تعمل في مدينة الشيخ نجار الصناعية ومنطقة الليرمون، بالإضافة إلى الورشات الصغيرة. وسرعان ما توقفت تماماً عن العمل بعد فترة وجيزة. المشكلة التي وقفت عائقاً بوجه المستثمرين آنذاك تتعلق بتصريف الانتاج لخارج البلاد، كون المنافذ مع دول الجوار كانت مغلقة، باستثناء لبنان. قرابة الشهرين كانت المدة التي تستغرقها وصول المنتجات الحلبية إلى العراق المجاور، ما دفع التجار العراقيين لتفضيل منتجات بديلة منافسة من تركيا ومصر أو حتى ايران. وعلى صعيد الداخل السوري، تأخر وصول الانتاج لدمشق لأن الطرق السريعة التي كانت تربط حلب بالعاصمة متوقفة و كذلك المطار.

يفسر ما تقدم كيف يمكن لإنجاز الجيش العربي السوري الأخير أن يشكل خطوة مهمة على صعيد تعافي الاقتصاد السوري الذي يرزح تحت واقع أزمة. خصوصاً بعد فتح اوتوستراد حلب-دمشق واعادة تشغيل المطار الدولي.
وتقع مدينة حلب شمال غربي سورية على بعد 310 كم من دمشق .. كما تعد من أقدم مدن في العالم.. كانت حلب عاصمة لمملكة يمحاض الامورية في نهاية الالف الثالث قبل الميلاد .. تعاقبت عليها حضاراتٌ عدة مثل الآرامية والآشورية والفارسية والهيلينية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.. وفي العصر العباسي ، برزت حلب كعاصمة للدولة الحمدانية التي امتدت من حلب إلى الجزيرة الفراتية والموصل.


تعد حلب واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم حيث أنها كانت مأهولة بالسكان في بداية الألفية السادسة قبل الميلاد ،حيث أظهرت الحفريات في تل السودة وتل الأنصاري الواقعتين جنوب المدينة القديمة أن المنطقة كانت قد احتلت في الجزء الأخير من الألفية الثالثة على الأقل ويظهر هذا في أول ذكر لحلب في الألواح المسمارية المكتشفة في مملكة إيبلا وبلاد ما بين النهرين حيث لوحظ التفوق العسكري والتجاري.

وشكلت حلب عبر التاريخ نقطة تجارية إستراتيجية في منتصف الطريق بين البحر الأبيض المتوسط وبلاد ما بين النهرين وكانت تقع في نهاية طريق الحرير الذي يمر عبر آسيا الوسطى وبلاد ما بين النهرين.

تحولت التجارة إلى البحر عندما تم افتتاح قناة السويس عام 1869 وبدأت حلب بالتراجع بشكل بطيء.. عند بداية القرن العشرين وسقوط (الخلافة العثمانية) بعد الحرب العالمية الأولى.. حينها سلخت عن حلب أجزاؤها الشمالية وتم ضمها إلى تركيا عام 1920 بالاتفاق بين أتاتورك وسلطات الانتداب الفرنسي.. فخسرت حلب التجارة مع مدن هذه الأقاليم خاصة المدن التي كانت تابعة لولاية حلب تاريخيا كعنتاب ومرعش وأضنة ومرسين، كما خسرت السكك الحديدية الهامة التي كانت تصلها بالموصل.

أدت اتفاقية سايكس بيكو وفصل العراق عن سورية إلى كساد وتدهور كبير في اقتصاد حلب.. وفي عام 1940 فقدت حلب إمكانية وصولها إلى البحر بعد خسارتها لمنفذها الرئيسي على البحر المتوسط في الإسكندرونة. تراجع موقع حلب السياسي لصالح دمشق عاصمة سورية.

رغم كل هذه الضربات، بقيت هذه المدينة عاصمة اقتصادية لسورية، فهي تضم أهم المعامل الصناعية وهي أيضا تشكل مركزا للمناطق الزراعية في سورية، وخاصة زراعة القطن الضرورية لمعامل النسيج المزدهرة في المدينة. كانت حلب وريفها تعطي معظم الناتج الإجمالي السوري حتى نهاية خمسينات القرن الماضي.


أصبحت الاحياء القديمة في مدينة حلب من مواقع التراث العالمي اليونسكو في عام 1986.. وقد نالت المدينة لقب عاصمة الثقافة الإسلامية عن الوطن العربي في عام 2006…
كما هو حال معظم المدن القديمة، هنالك عدة نظريات حول اسم المدينة حيث ذكرت في الكثير من المخطوطات والوثائق التاريخية القديمة؛ وقد ورد ذكر حلب في رقم مملكة إبلا باسم أرمان في عهد ريموش بن سرجون الأكدي في الألف الثالث قبل الميلاد. بينما يرى البعض أنها وردت باسم آران على مسلة نارام سين في ديار بكر والتي تعود للألف الثالث قبل الميلاد وسميت باسم هليا في مخلفات مملكة ماري (تل الحريري) ودعيت حلبو عندما كانت عاصمة لمملكة يمحاض الأمورية في حوالي 1800 قبل الميلاد بينما أطلقت عليها الكتابات الآشورية خلابا وخلوان. وذكرت حلب منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد باسم خرب في الآثار المصرية. وقد ورد اسم خلبو في إحدى النصوص التي تعود إلى زمن رمسيس الثاني، بينما أظهر نص آخر يعود إلى ذات العهد لفظ حلبو حيث خسر ملكها أمام رمسيس الثاني نتيجة لتدخله لصالح ملوك الحيثيون على المصريين في معركة قادش.

بينما عرفت المدينة باسم بيروا Beroe إبان قيام دولة السلوقيين عقب انقسام إمبراطورية الإسكندر المقدوني. بينما يعتقد آخرون أن سلوقس الأول نيكاتور مؤسس الحكم السلوقي أطلق على المدينة عام 312 قبل الميلاد اسم Bereoa بيروا وتلفظ بالفرنسية بيريه BERE، على اسم مسقط رأس فيليب الثاني المقدوني والد الإسكندر المقدوني، وبقيت حلب تحمل هذا الاسم طيلة العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية.


اختلفت وجهات النظر حول اسم حلب ذاته حيث أن البعض عزا الاسم إلى تعريب كلمة حلبا السريانية التي تعني البيضاء فقيل حلب. وقال البعض الآخر بأن لفظة حلب آرامية وأن الآشوريين والمصريين الأقدمين سموها حلبو. بينما ذكر أحد مؤرخي المدينة وهو خير الدين الأسدي أن أصل كلمة حلب يعود إلى حَلْ رب فيقال حَلْ لَب حيث أن معنى كلمة حَلْ هو المحل وكلمة لَبْ هو التجمع فيصبح معنى كلمة حلب هو موضع التجمع.

وقد ذكرت المدينة أيضاً باسم آرام صوبا حيث ورد هذا الاسم في سِفر الملوك الثاني من كتاب العهد القديم.أما لفظة الشهباء ففسرها البعض بأنها من الشهب وهو البياض يتخلله السواد، حيث لقبت بهذا اللقب لبياض تربتها وحجارتها. ويرجح آخرون بأن أصل كلمة الشهباء يعود إلى بقرة شهباء قيل أن النبي إبراهيم كان يحلبها فقيل حلب الشهباء، وقد قوبل هذا الطرح بالعديد من الانتقادات من المؤرخين الذين اعتبروه محض أسطورة تنافي العلم والمنطق.

بالنسبة للاسم في اللغات الأجنبية، يتم استخدام كلٍ من Alep وAleppo دون تمييز رغم أن Aleppo هي عبارة عن نسخةٍ إيطالية من الاسم في الأساس.

آخر الأخبار
تسجيل الطلاب المنقطعين في الجامعة الافتراضية حتى ٨ الجاري لنكن عوناً في استمرار نعمة المياه إعلان ترامب حول خفض الرسوم الجمركية على الصين.. تكتيك أم واقعية؟ تكريم كوادر مستشفى الجولان الوطني The Media line: حماية الأقليات أم ذريعة عسكرية".. إسرائيل تُعيد صياغة خطابها في سوريا هل ينجح ترامب في تهدئة التوترات بين تركيا وإسرائيل بشأن سوريا؟ "البرلماني العربي": مقر الاتحاد سيظل في دمشق اللاذقية.. تدريب الأطباء المقيمين لاختصاص الجراحة الفكية محلل اقتصادي لـ"الثورة": التسعير الإداري هو الحل إدانات عربية وإفريقية للهجمات في السودان: تهديد للمدنيين وللاستقرار الدولار يلاحق الأسعار من جديد..حبزة لـ"الثورة": وقعنا في فخ التهريب والاستيراد الأمم المتحدة ترفض خطة مساعدات إسرائيلية.. و"العفو الدولية" تدعو للمحاسبة "فاينانشال تايمز" تحذر من أخطار تصاعد الخطاب اليميني في بريطانيا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدين الغارات الإسرائيلية على سوريا "مرور اللاذقية".. توزيع ورود وتنظيم مسير سيارات اللاذقية.. تعزيز الإجراءات الوقائية لمواجهة الحرائق درعا.. قطع كبل الاتصالات المغذي لحي السحاري عودة شركات النفط الأجنبية إلى سوريا بين الرغبة والعقوبات..طعمة لـ"الثورة": حصصها موجودة وأنصحها بالا... تحفيز طلاب الصنمين على التميز والإبداع الخبير فضلية لـ"الثورة": المصارف بأمان مهما ازدادت القروض المتعثرة