أحمد حمادة- ثورة أون لاين:
ليست عاصمة سورية الاقتصادية فحسب، بل شكلت مدينة حلب على مر التاريخ جناح سورية الثاني حضارياً وسياسياً، فهي المدينة العريقة والموغلة في عمق التاريخ، وهي شاهدة طريق الحرير الذي جعل الشرق والغرب ينبضان بالحياة لآلاف السنين، وهي عاصمة الثقافة بلا منازع.
وهي اليوم تعيد مع انتصارها على الإرهاب وطي صفحة منظومة العدوان كل هذه العناوين إلى الواجهة، معلنة مرحلة جديدة من الانتصارات على الإرهاب وتخبط منظومة العدوان في تكتيكاتها واستراتيجياتها وقراراتها.
حلب التاريخ والحضارة استطاعت مع هذا الانتصار الذي تحقق بفضل تلاحم أهلها مع جيشهم الباسل واحتضانهم له أن تقول للعالم أجمع بأن إرادة الحياة والبناء أقوى من كل منظومات الإرهاب وغطرستها وأجنداتها وعدوانها.
وأهلها اليوم كما السوريون جميعاً يستنسخون مواقفهم الوطنية الرافضة لكل المؤامرات التي نسج خيوطها أردوغان وترامب وبقية أقطاب منظومة العدوان، ونفذها من كانوا أداة رخيصة بيد هؤلاء.
رسالة حلب للعالم كله أن أبناء سورية كانوا وما زالوا الجند الأوفياء لوطنهم وتاريخهم وحضارتهم، يحملون البندقية بيد ويبنون وطنهم باليد الأخرى، يحاربون التنظيمات المتطرفة بيد ويعيدون إعمار ما تم تدميره خلال سنوات بيد أخرى.
لم لا وهي رافعة الاقتصاد السوري، وشريان الصناعة السورية، التي ترسم مع بقية مدن سورية وقراها مستقبلها المشرق لتحقيق الأمن والاستقرار في ربوعها وتطهير أراضيها من الإرهاب.