خياران بطعم الهزيمة

 تتدحرج الأوضاع في محافظة إدلب نحو الحسم ضد الإرهاب، والنظام التركي في مأزق خطير، أمامه خياران كلاهما بطعم الهزيمة، الأول تنفيذ التزامات اتفاق سوتشي، والثاني المواجهة المباشرة مع الجيش العربي السوري وحلفائه على الأرض.

الخيار الأول: يفضي إلى إنهاء أدوات أردوغان الإرهابية المتمثلة بتنظيم جبهة النصرة الإرهابي ومشتقاته، وبالتالي فقدانه للتأثير وعوامل التدخل المباشر وما يجره ذلك من فتح ملفات على المستوى الداخلي التركي.
والخيار الثاني: يضع تركيا أمام مواجهة عسكرية مفتوحة غير مضمونة النتائج ويفقدها علاقة حسن الجوار مع كل جيرانها من جميع الاتجاهات الأمر الذي يشكل كابوساً لأردوغان وحكومته.
من الواضح أن أردوغان يبحث عن ثغرة في جدار الخيارين تجنب نظامه الانسحاب والتراجع وإكثاره من التصريحات الجوفاء والمضللة عن نتائج عمليات قواته العدوانية في إدلب هو مجرد مخدر لأدواته الإرهابية التي يتخوف من انكسارها السريع وتداعياته السياسية والعسكرية.
لا يهتم رئيس النظام التركي بمصير أدواته الإرهابية والدليل زجها قبل أيام في معركة خاسرة على محور الأتارب ومن المحتمل أن يتكرر ذلك في حال لم يجد طريقاً إلى الثغرة التي يبحث عنها.
إن استجداء رئيس النظام التركي الرئيس الروسي إرسال وفد لاستكمال المفاوضات بشأن الوضع في إدلب يعني أن الطريق إلى الثغرة ما زال مغلقاً أو لا يلبي أدنى أحلامه وهو يبحث عن مزيد من الوقت أملاً في تفادي تذوق علقم الخيارين السابقين.
لا يفوت أردوغان فرصة ولا سلوكاً عدوانياً لمنع انهيار أدواته الإرهابية لكي يستخدم ورقتها في مفاوضاته مع الجانب الروسي، فتارة يطلق أكاذيبه وأضاليله عن سير المعارك وفي الوقت نفسه يتحدث عن استهداف القوات التركية لكي يمد التنظيمات الإرهابية بالمزيد من السلاح والعتاد.
لقد منح الجانب الروسي النظام التركي وقتاً طويلاً ليقوم بتنفيذ التزامات بلاده في اتفاق سوتشي ولكنه لم يفعل، وبدلاً من أن يقوم بإنهاء وجود التنظيمات الإرهابية في منطقة خفض التصعيد وفق نص الاتفاق عمد إلى تزويد الإرهابيين بشتى صنوف الأسلحة للاعتداء على مواقع الجيش العربي السوري والمناطق والقرى الآمنة في أرياف حلب وإدلب.
إن الاستجابة لدعوة أردوغان بإعادة المفاوضين الروس والأتراك للتوصل إلى تفاهم حول تطبيق اتفاق سوتشي يجب أن يكون محكوماً بفترة زمنية محددة وقصيرة لمنع الجانب التركي من استغلال هذه الفترة على المستوى الميداني، والتجربة السابقة والمماطلة التركية كافية للاقتناع بأن رئيس النظام التركي يبحث عن حجج وتبريرات ويتشدق بالجانب الإنساني لإطالة أمد الوضع القائم في المحافظة.
في مسرح العمليات يلاحظ الانهيار النفسي للتنظيمات الإرهابية وفقدانها الأمل بإمكانية الحفاظ على وجودها رغم الدعم التركي، ويعد استمرار العمليات العسكرية ضد الإرهاب بموازاة المفاوضات التركية الروسية عاملاً مهماً لتغيير موقف النظام التركي والاستجابة لدعوة الجانب الروسي له باحترام وحدة وسيادة سورية.
الأيام القادمة ستكون حاسمة.. فقرار الحكومة السورية بتحرير محافظة إدلب من الإرهاب لا تراجع عنه، وعلى الذين يعولون على الجانب التركي وخاصة المسلحين السوريين المنضوين في التنظيمات الإرهابية أن يبادروا إلى تسليم أنفسهم للجيش العربي السوري قبل فوات الأوان.
أحمد ضوا

التاريخ: الأحد 23 – 2 – 2020
رقم العدد : 17200

 

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية