كان التغيير ضرورة ملحة تفرضها كل الاعتبارات الموضوعية المتعلقة بسيرورة العملية الرياضية وجوهرها, لذلك وصلت قيادة رياضية جديدة لتستلم الدفة والمفاصل التي تملك صلاحية القرار وآليات التنفيذ, ولئن كانت القيادة الرياضية الجديدة تتمتع بعنفوان الشباب واندفاعه, فهي تختزن خبرات ليست قليلة في المجال الإداري والفني أيضاً, ومن هنا فإن الآمال العريضة معقودة عليها لإحداث تغييرات كبيرة , قد تصل إلى مرحلة الجذرية في بعض النقاط والموضوعات, وخصوصاً فيما يتعلق بنمط التفكير وأسلوب المعالجة ورسم الاستراتيجيات, فبعد انعقاد المجلس المركزي الذي كان على جدول أعماله انتخاب هذه القيادة, لم يعد بالإمكان تغيير بعض القوانين الناظمة للحركة الرياضية, ولا إعادة النظر في النظام الداخلي لمنظمة الاتحاد الرياضي العام؟!
ليس مطلوباً من قمة الهرم الرياضي اجتراح المعجزات ولا تجسيد المستحيلات, وإنما العمل وفق الرؤية التي يعلمها الشارع الرياضي عنها, من خلال التصريحات أو المواقف السابقة, وعدم اصطدامها بصخرة الواقع الصعب, بغية التنصل من المسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتقها وتحميلها للإرث الثقيل الذي ورثته؟!
قليل من الأهداف المبتغاة, وكثير من التطلعات المشروعة بموازاة زخم كبير من العمل الدؤوب والجهود المخلصة والنوايا الطيبة كفيلة بإحداث تغيير ملموس ومحسوس, تكون له امتدادات في المدى المنظور واسقاطات على مستوى العملية الرياضية وحلقاتها المتسلسلة والمتداخلة, من الأندية إلى المراكز التدريبية إلى اللجان الفنية والتنفيذية, مروراً باتحادات الألعاب, وصولاً إلى المكتب التنفيذي.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأثنين 24 – 2 – 2020
رقم العدد : 17201