خرائط النار

 

 

 

منذ بداية الحرب العدوانية الشيطانية على سورية العروبة والمقاومة، اتخذت القيادة السورية الصلبة قراراً أن النصر على الإرهاب وحده في أي ميدان هو الذي يرسم السياسات في المؤتمرات وعلى موائد الاتفاقيات والمحادثات، وهكذا أثبت الجيش العربي السوري الباسل جدارته في تطهير الأرض من الإرهابيين الذين قدموا من كل حدب وصوب لتدمير سورية.
ولم تكن أي اتفاقية بين الحلفاء والأعداء لتتم إلا تحت زخات الرصاص وهدير المدافع، ولذلك كانت تقبل بها إلى حين، ليس من باب المسايرة بل في إطار التكتيك الذي تفرضه التطورات، لأنها تدرك ومنذ البداية أن القوة وحدها هي الطريق إلى التحرير وإجهاض المؤامرات الكونية في كل مراحل الحرب.
والمتابعون يعرفون أن ما من معركة مهما تأخرت أو تقدمت لم تكن لتتم إلا تحت خيمة السيادة التي تنتهي دائماً لصالح الجيش العربي السوري، الذي أصبح الرقم الصعب الذي يحسب له ألف حساب بعد أن أوقع هزائم نكراء في الجيش التركي المعتدي في مناطق إدلب المحررة.
إن خرق الاتفاقيات بعنجهية وغباء، يعطي سورية انطلاقات جديدة لتغيير قواعد الاشتباك و تحرير مناطق ربما كان المعتدون يعتبرونها عصية.
وهكذا حرر الجيش العربي السوري وحلفاؤه أكثر من 40 % من الأراضي التي كان يسيطر عليها الإرهابيون، وصولاً إلى حلب التي عادت إلى حضن الدولة بكاملها وسط خيبة من المحور المعتدي وفي مقدمته رأس الحربة تركيا التي انكفأت وتبددت أحلامها وأحلام مشغليها في اقتطاع منطقة آمنة تظل بؤرة للإرهابيين بحجة ألا يتدفقوا إليها أو يعودوا من حيث أتوا.
ولم تعد أستانا و سوشي، تحمل مسارات يُعبّدها أردوغان بمناوراته السياسية وأكاذيبه، فأغلق الروسي الأبواب على ما سمي بالقمة الرباعية بمشاركة روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا، كما طوى صفحات اتفاقيات ثنائية مع تركيا وما سيلحق كما يروج أردوغان، لأنها كانت تدرك أن هذا الرجل لا يريد إلا شراء الوقت لإطالة أمد الحرب، ولهذا تركت الميدان لأهله.
لقد بات واضحاً أنّ نقطة التحوّل الجوهرية التي وسمت مسرح الشمال السوري، لم تعد تقبل تسويفات تصب لصالح تركيا أو لصالح المشروع العدواني، ولهذا اختارت موسكو وشاركت في الحسم السوري الميداني الذي قد يكون ورقة ضغط روسية على تركيا فيما لو أرادت الأخيرة أن تلوذ بالاتفاقيات الثنائية لتأجيل هزيمتها، ولا أحد سيلوم سورية التي التزمت وروسيا بتفاهماتها بينما عمدت تركيا إلى إنشاء المزيد من القواعد العسكرية والتوغل الذي لم تحصد فيه إلا الهزائم النكراء، التي تنبيء بقرب تحرير إدلب والقضاء على آخر إرهابي إما بقتله أو بإجباره للعودة من حيث أتى، وهذه هي الطامة الكبرى لها ولحلفائها.
المشهد السوري العسكري اليوم يقف على مفترق طرق نحو تشكيل ترتيبات أمنية جديدة، بعد أن تمكّنت الدولة السورية من إحكام قبضتها على غالبية مناطق الشمال السوري، ومع استمرار المناورات التركية، تمّ تجميّد الاتفاقات بمُجملها، ريثما يتم التجهيز -ربما- لهندسة واقع جغرافي جديد، واتفاقيات جديدة.
وباختصار فإننا نؤكد أن ما بعد حلب لن يكون كما قبلها وأن الطريق إلى إدلب أصبحت في مرمى النيران
وإن غداً لناظره قريب
د. عبد الحميد دشتي

التاريخ: الثلاثاء 3 – 3 – 2020
رقم العدد : 17207

 

آخر الأخبار
بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني سوريا تواجه شبكة معقدة من الضغوط الداخلية والخارجية "اليونيسيف": إغلاق 21 مركزاً صحياً في غزة نتيجة العدوان "ايكونوميست": سياسات ترامب الهوجاء تعصف بالاقتصاد العالمي