ستون المعهد والكلية

 

 

 

تطفئ كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق هذا العام شمعتها الستين، فقد بدأت الدراسة الفعلية فيها عام 1960 بعد أن تم تأسيسها في العام السابق بمرسوم صدر عن الرئيس جمال عبد الناصر، قضى بتأسيس معهد عالٍ للفنون الجميلة بدمشق بمبادرة من مدير الفنون الجميلة بدمشق (د.عفيف بهنسي) ومدير الفنون الجميلة المركزي بالقاهرة (د.سامي الدروبي) وبدعمٍ من وزير الثقافة المركزي في دولة الوحدة الدكتور ثروت عكاشة.
اعتمد المعهد نظام كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية التي تأسست عام 1958، كما اعتمد على جهاز إداري وتدريسي منها ذي خبرة كبيرة في التعليم الفني العالي، كان منه عميد المعهد الدكتور حسين فوزي، وأستاذ النحت أحمد عاصم، وأستاذ التصوير عباس شهدى، وشارك في التأسيس الفنان حسين بيكار، وأحضر المصريون أثاث الكلية وكان أغلبه من المعدن، وقد بقي هذا الأثاث في الاستخدام إلى أن انتقلت الكلية إلى مبناها الحالي في البرامكة، بعد رحلة بدأت أولاً في المتحف والتكية إلى أن تم تجهيز مقرها الأول في بناء سكني بمنطقة العفيف خلف الحديقة الصغيرة، وبعد أربع سنوات انتقلت منه إلى بناءٍ في منطقة الأزبكية بمنتصف شارع بغداد بقيت فيه لمدة سنتين قبل أن تنتقل إلى مبناها التاريخي الشهير بساحة التحرير في آخر الشارع، وهو المبنى الذي يشغله اليوم المجلس الأعلى اللبناني – السوري.
استلمت وزارة التربية والتعليم لأول مرة مهام التعليم العالي، وكان المعهد يضم قسماً للهندسة المعمارية وقسماً للتصوير وقسماً للنحت وقسماً للحفر وآخر للتصميم الداخلي (الديكور)، ويدير المعهد مجلس يرأسه العميد مؤلف من رؤساء الأقسام و من مدير الفنون الجميلة بوصفه عضواً مؤسساً، وفي عام 1965 أصبح المعهد كلية تابعة لجامعة دمشق، ثم انفصل قسم العمارة عن الكلية لكي يصبح كلية مستقلة في بناء مستقل مجاور لكلية الهندسة المدنية، قام بتصميمه المعماري الكبير برهان طيارة الذي رحل عن عالمنا منذ بضعة أشهر.
عندما عاد عميد المعهد حسين فوزي، والأساتذة المصريون، إلى مصر بعد انفصال دولة الوحدة، طُرح اسم الفنان الحلبي وهبة الحريري ليكون عميداً للمعهد، وكان معمارياً ومصوراً قديراً قام بتصميم ضريح عدنان المالكي في دمشق، وهو إلى ذلك أول سوري يتخرج في معهد البوزار بباريس، إلا أن الاختيار وقع على الدكتور عبد الرؤوف الكسم الذي أدار المعهد لفترة طويلة على رأس مجلس إدارة يضم الفنانان محمود حماد ولؤي كيالي ود.عفيف بهنسي، ورغم انفصال المعهد عن كلية الفنون الجميلة في الاسكندرية فقد بقي النظام الداخلي لكلية الإسكندرية مرجع المعهد منذ أول ارتباكات واجهت إدارته الجديدة، مثل كيفية تثبيت الأستاذ الذي لا يملك شهادات عليا ولكنه فنان يحتاجه المعهد. وكيفية التعامل مع فنان وصل إلى مرتبة يجب معها أن يترفع. وكان نظام كلية الاسكندرية ينص على أنه كي يترفع الفنان عليه الذهاب إلى (بوزار) باريس فتم اعتماد هذا العرف، واستعان المعهد بمجموعة من الأساتذة الأوربيين لملء الفراغ الحاصل برحيل الأساتذة المصريين كان منهم أستاذ النحت البلغاري تيودوروف، والنحات البولوني زيبروسكي، والمصور الإيطالي غيدو لاريجينا الذي خلق اضطراباً كبيراً في مفاهيم التدريس المضطربة أصلاً حينذاك، وهو ما سنتوقف عنده لاحقاً.

سعد القاسم
www.facebook.com/saad.alkassem
التاريخ: الثلاثاء 3 – 3 – 2020
رقم العدد : 17207

 

آخر الأخبار
أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا