الملحق الثقافي:عبد الكريم الناعم:
في اللّيلِ.. وفي زاويةٍ خلفَ حنينِ
القلبِ نشيحٌ فيهِ ما يُشْبِهُ رائحةَ
الخُبزِ المَحروقْ
وغناءٌ.. نَدْبٌ في السرِّ يُعيدُ طراوةَ
ثَدْيٍ يَطْفَحُ ملءَ طُفولَتِهِ، والعُمْرُ شُروقْ
تَنْدُبُ قَتْلاها ظامئةً لِتُشَاركَهم عَطَشَ
القَتْلِ.. فَيَخْرُجُ نَبْعٌ مِن سُكَّرَةِ الحَلْقِ،
فيَشْرَبُ قبلَ دخولِ النَّفَقِ الأَشْقى،
وتَراهُ يَنْهَضُ من عُبِّ الكلماتِ
إلى باديةِ الصّمتِ.. فَتَضْحَكُ كيلا
يَبكي حين تَرَاهْ
-»إني أعْرِفُ يا أمَّاهْ
أَنَّ مرارَ الدِّفلى صَعْبٌ،
وخياراتِ الإنسانِ تَضيقُ كثيراً آنَ
يَميلُ الوقتُ، فَيُشْرَبُ كأسُ
الحنْظَلِ قبْلَ دُخولِ البدْر سرارَ اللّحظةِ،
/أَعْرِفُ هذا،/ والشّجَرُ
المُضْمِرُ خُضْرَتَه لا يَمْلِكُ إلا أَنْ يَبقى
أَوْ يَبْقى»
تَسْمَعُني،/ تَنْفُضُ أغصاناً مُثْقَلَةً
بالحُزنِ وطافحةً برجاءِ اللهْ
مِنْ عُبِّ السّاعاتِ المُرَّةِ يَنْهَدُ «مَعْنٌ»
مُهْرَتُهُ تَتَفَتَّحُ بَخْتَرَةً،
آنَ يُحاذي شَجَرَ اللَّوْزِ تَفيضُ صهيلاً،
يَنْزِلُ،
«أيَّ أميرٍ أنتَ حبيبي»؟!!،
يَخْطو،
سالمةٌ رِجلاهْ
شكراً للّهْ
وَتُزَغْرِدُ مِلءَ مرارتِها
التاريخ: الثلاثاء3-3-2020
رقم العدد : 989