بشرى حاج معلا -طرطوس- ثورة أون لاين :
في الواقع قد يكون العنوان سلبيا باسمه.. لكنه للأسف يشير إلى شخصيات مرضية تحمل سموما لمن حولها.. وتشكل بدورها إحباطا للأخرين جراء الاحاطة بمحترفين ذوي كفاءات عالية لعبوا بشكل دائم دور الضحية في كل جانب من حياتهم العملية تقريبًا…
“ليكن الخطأ دائمًا منسوب لشخص آخر إذا، بالنيابة عنهم “..
ولا يمكن تجاهل وجود الشخصية الضحية بين الأفراد فقط لا بل تتعدى الحدود المكانية والزمانية لتصل لقادات ورؤساء ومسؤولين كان ومازال همهم الشاغل لعب هذا الدور..
وما يجري اليوم على الساحة الدولية هو خير مثال بما يجري من صراعات وتخبطات ورؤية مصالح لصالح المعتدي ..
لكن ما يجري على صعيد الافراد يشكل بمجمله أمراضا اجتماعية نفسية تنعكس على سلوكهم وأدائهم ومحيطهم ايضا ..
وهذا ما يؤكده اغلب الاختصايين ..
الاختصاصي امجد ديوب في علم النفس يقول : الشخص الذي يلعب دور الضحية هو شخص قد تعرض في بداية حياته وربما في طفولته للعديد من الاضطرابات، والصدمات، والتعقيدات، والأمراض، ومشكلات أخرى قد يكون سبق وأن تعرض لها، ولكن من يلعب دور الضحية يتخذ من هذا الدور طريقاً له ليستطيع تبرير ما يحدث معه من مشكلات، ويختار أسهل طرق المقاومة وهو عيش دور الضحية..
وقد يكون دوما ساخطا على الحياة، وإذا منحته الحياة بعض الحلول فهو دائما ما يعترض على هذا الحل، ويرى أنه لا أحد يفهمه، وأن وضعه مُختلف عن الأغلبية، ويستجدي عطف كل من حوله..و يضيف بقوله : إن عيش دور الضحية قد يؤدي في النهاية إلى أمراض نفسية عُصابية، أو الإصابة بالاكتئاب.
وبالمختصر فهو اصطناع الوقوع ضحية لمجموعة متنوعة من الأسباب مثل تبرير تعسف الآخرين أو تلاعب الآخرين أو إستراتيجية تأقلم أو طلب اهتمام الآخرين..
وقد كرس التحليل على مستوى المعاملات قدرًا كبيرًا من الاهتمام بفكرة تبني دور “الضحية”، بشكل متميز عن الضحية الفعلية. فمصطلح “الضحية” يشير إلى شخص ما يتصرف بشكل غير حقيقي كما لو أنه يتحول إلى ضحية في مواقف تتوفر لديه فيها بالفعل فرص معقولة لتبديل الموقف تمامًا..
في النهاية قد تكون الشخصية الضحية هي ضحية ايضا سلبيات موجودة فعلا في المجتمع فمن الطبيعي أن تقف بعض المشكلات في طريقنا، وبالتأكيد سنشعر ببعض اليأس، ولربما نحتاج إلى بعض الوقت لنلملم شتات أنفسنا ونعود كما كنا، ولربما نقوم بوضع خطة جديدة لأحلامنا وطموحاتنا لتتناسب مع الواقع الذي نعيشه،لكن من غير المقبول ان تمضي الشخصية الضحية طويلا في لعب واتقان هذا الدور والذي يشكل بمجمله دورا سلبيا لتدمير الاخرين و تدمير نفسها بالتحديد.. وخاصة ان تعلق الامر بشخصيات بارزة لها رأيا عاما ويطوف حولها الكثير من القرارات ..وهنا يقع الكثير في ضحية الشخصية الضحية ..
وكما يقال ان أشد أنواع الظلم هو أن يلعب الظالم دور الضحية..
وهذا ينسحب على أغلب قرارات بعض المسؤولين الذين يلعبون دور الضحية في هذه الاوقات العصيبة لتختبئ الكثير من الحلول تحت رداء الأزمة والظروف الغير مقنعة لا قولا ولا فعلا …