فرحان بلبل: المســرح بحاجــــة لنصـــوص

 استمتع جمهور مشروع مدى الثقافي لمدة ساعة ونصف بندوة حوارية تناولت «المسرح تجربة شخصية قضية عامة» ضمت الكاتب والمخرج المسرحي فرحان بلبل والناقد المسرحي أنور محمد بإشراف المخرج المسرحي حسن عكلة وتضمنت محاور الندوة علاقة المسرح بالجمهور ومعايير استقبال العرض في صالة عبد المعين الملوحي بدار الثقافة بحمص.
بدأ الكاتب والمخرج المسرحي فرحان بلبل حديثه بأن مسرحية «الممثلون يتراشقون الحجارة» المقدمة في نهاية ستينيات القرن الماضي مناسبة لتقديمها من جديد الآن لتناسبها مع الواقع الراهن لأن المسرح يهتم بشؤون البلد ولو استعرضنا تاريخه بدءا من المرحلة اليونانية مروراً بموليير وبريخت وشكسبير، مطلقاً على الكتاب صفة الثرثارين المهدارين في كتاباتهم المسرحية والسبب يكمن في الحشو الزائد في النصوص المسرحية ودعاهم لحذفها مقدما تجربته، وبأنه كثيراً ما كان يلجأ للحذف والتنقيح وحتى إبعاد الممثلين غير الفاعلين على خشبة المسرح، فكان يترصدهم ويراقب أداءهم أثناء الحوار ويقوم بإخراجهم وغض النظر عنهم بهدف جذب الجمهور.

ثم انتقل بلبل للحديث عن مشكلة اللغة المسرحية متسائلاً: هل تكون باللغة الفصحى أم العامية مقدماً تجربته في العراق عندما قدم إحدى مسرحياته,وتفاجأ بأن الجمهور لا يرضى إلا باللهجة العامية، لكن عندما قدم العرض نال إعجابه ليثبت بأن الفصحى أقرب للنصوص المسرحية ولابد من الابتعاد عن العامية بحيث تكون اللغة مبنية بناءً دراميا فنياً لافتاً بأن الكاتب لابد له من الاقتباس وعدَّ نفسه أكبر سارق من كل المدارس ومختلف الاتجاهات لكنه (فرحن) نصوصه بما يناسب بلده وقومه.
بينما عرج خلال حديثه للإخراج وأن لا يكون مبنياً على السينوغرافيا فقط فالممثل عليه أن يلعب دوراً درامياً هاماً يقوم على الاتقان بالعمل ودقته طارحا أسلوب الايماءات وعدها سراً من أسرار المسرح ويتوجب الاعتماد عليها وأهمها أن لا ينشغلوا بالديكور والاضاءة بل الاهتمام بلغة التفكير ووضع مناهج ومعايير وخيارات مسرحية تهتم بالجمهور، وأهم قانون في المسرح قانون الاحتمالات حيث يجد تفسيراً له لكل شخص على حدة حيث ينطلق المخرج من تفسيره الموجود في النص.
وأردف بلبل بأنه قدم 14 كتاباً جميعها تناولت الحديث عن المسرح لأن أغلب الكتابات المقدمة حول المسرح كانت لاتتضمن أركان الدراما فشعر أنه لابد أن يصدر له كتاب حولها، طارحاً آخر ما خطته أنامله بإعادة صياغة «رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري والكتاب قوبل بالاستهجان من البعض واعتبره بأنه تجرأ على الآثار بينما أقبل عليه آخرون وقالوا بأنه قدم عرضاً جديداً بأسلوب جديد، متناولاً الحديث عن مسرح الطفل والنصوص المقدمة من الكاتب سلام اليماني ومسرحياته للأطفال حيث أجاد في كتابة النصوص لافتاً بأن الكاتب لابد له من الاطلاع على الأبحاث حول مسرح الطفل.
وختم حديثه عن واقع المسرح في الوطن العربي ككل وليس في سورية فقط بات بحاجة إلى نصوص كي تربي الجمهور ولابد من دراسته بعناية فائقة مشيرا إلى الأزمة وواقع الأحداث السورية تركت أثراً عليه وأوجعته كما أوجعت الكثيرين.
أما الناقد المسرحي أنور محمد فقد قدم دراسة حول واقع المسرح لدى الكاتب والمخرج المسرحي فرحان بلبل وبأن حياته تحتاج إلى بحث ودراسة مطولة لكن ما قدمه كان بإيجاز عن مشروعه المسرحي حيث يقوم في الأساس على أن المسرح ليس فعلاً فردياً ولا يأتي من تفكير فردي منوهاً بأن الفردية لدى المخرج المسرحي تحول الحياة والأشخاص إلى أكشاك تتحرك ما يفقد المسرح السوري والعربي دوره في المجالات كافة كي يقوم في تحريك فعل يقوده فكر يدفع بالفعل المسرحي واغلب المسرحيين ينطلقون من الفعل للفكر ما يؤدي إلى تراجع الفعل المسرحي والحركة الجمالية للمسرح مشيراً بأن مسرح بلبل قدم المسرح على الفعل ورسالته لشخوص ستعيش معنا جزءا من حالنا وتعبر عن أحلامنا المنكسرة والمحروقة والتي يمكن أن تنهض من رمادها ثانية.

رفاه الدروبي
التاريخ: الأربعاء 4-3-2020
الرقم: 17208

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات