ثورة أون لاين – بشرى حاج معلا – طرطوس :
انتشرت في الآونة الأخيرة ظواهر سلبية عدة نتيجة الضغوط الحياتية وشكلت قضية الانتحار الظاهرة الأخطر في بعض المناطق نتيجة الخوف وعدم القدرة على الانصهار في المجتمع ..وتقبل الواقع ..
حتى باتت تغفو بين الركام خوفا من اطلاق بعد الزفرات او التهديدات المباشرة وغير المباشرة ..
حيث تبين أن مشكلة اضطراب “الرهاب الاجتماعي” هي المسبب الاكبر لهذه الظاهرة النفسية الشائعة وخاصة عند المراهقين والأطفال..
وما تشكله من تهديدات لاحقة ..وهذا ما شاهدناه فعلا في الآونة الأخيرة نتيجة الضعف في التحصيل الدراسي والضغوط الكثيرة من قبل الاهل والمجتمع ..
لكن كيف يمكن تدراكها..!
وما هي مسؤولية الاسرة والمجتمع في هذا الوقت ..؟
الاخصائية النفسية ديمة اسعد اوضحت بقولها : ان اضطراب “الرهاب الاجتماعي” مشكلة سلوكية عند الطفل واضطراب نفسي يختلف كلياً عن الخجل الذي يُعد صفة نفسية ممكن أن تكون عند الأطفال أو البالغين، مضيفةً أنه في الغالب يكون سببه قلة الوعي والصعوبة في تشخيص المشكلة، مما يجعل البعض من الأسر يعتقد أنه نوع من الخجل، لكن كلما زاد عمر الطفل واحتكاكه بالمجتمع متمثلاً بالأصحاب في بيئة المدرسة، والأقارب في محيط الأسرة كلما اتضحت الصورة أكثر في قصور أداء الطفل أثناء تفاعله مع مجتمعه، سواء كان باللعب أو عدم قدرته على التحدث أمام الآخرين بالفصل مثلاً، وعجزه عن تكوين العلاقات وقصور واضح في اللغة التعبيرية، مبينةً أن الرهاب الاجتماعي كأي مرض نفسي أو جسدي يولد الطفل ولديه بوادر استعداد الإصابة به، لكن البيئة تعد عاملاً مهماً في تعزيز ظهور هذا الاضطراب أو وجوده داخل الطفل..
واضافت ..
على الرغم من وضوح أعراضه المزعجة لبعض الأسر، إلاّ أن التفسيرات الخاطئة غالباً ما تساهم في ترسبه ونموه إلى مرحلة المراهقة والشباب، وللأسف أن هناك الكثير من العقد النفسية المؤثرة في شخصية الطفل ستستمر أيضاً وحينها ستزيد شكاوى الأسرة والمدرسة، فضلاً عن ما يعانيه المصاب من متاعب تعطل أهدافه الحياتية والمستقبلية…
وهنا لابد من المبادرة في علاج الطفل والتواصل مع مختصين أو مستشارين، كذلك يجب على الوالدين تفهم حالته وإعطائه جرعات كبيرة من الحب والحنان، إضافةً إلى الحوار معه والإنصات لمشاعره، حيث يساهم ذلك في تنمية ثقته بنفسه وتقديره لذاته، إلى جانب إشراكه تدريجياً في أنشطة اجتماعية بسيطة.
فلا يوجد سبب واحد وراء الإصابة بالرهاب الاجتماعي..
وعادة ما يأتي الرهاب الاجتماعي في سن 13 عامًا، وربما يرتبط بتاريخ عائلي من سوء معاملة الطفل وإيذائه وغيظه، كما يصبح الأطفال الخجولين أكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلة مقارنة بالمتعجرفين أو المتسلطين على آبائهم…وهذا ما يضعف التحصيل الدراسي حتى عند المتقدمين للشهادة الثانوية ما يؤثر على مستقبلهم وحياتهم ..
وهنا يمكن التخلص من هذه المشكلة عن طريق الاهل بالرعاية الخاصة او الخضوع لورش الدعم النفسي او اللجوء المباشر لبعض الادوية الطبية متى ما تبين عدم المقدرة على العلاج ..
ففي النهاية لا يمكن حصر هذه الظاهرة فقط لدى المراهقين والطلاب لا بل تتعداها الى مراحل متقدمة من العمر قد تسبب بعض المخاطر السلبية للاهل وذويهم وللمجتمع ككل ..