هو مترجم وشاعر وكاتب, حاصل على العديد من الجوائز داخل القطر وخارجه, لديه العديد من الكتب المترجمة والمجموعات الشعرية التي تركت أثراً طيباً لدى القراء.
بدأ شاعراً قبل أن يدرس في كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق، نشر مجموعته الأولى بعنوان «ورد»، في دمشق حين كان يتابع دراسته للحصول على الدكتوراه في أوكرانيا السوفييتيّة آنذاك، ثم تتالت مجموعاته الشعرية المختلفة.
رحلته مع الترجمة كبيرة وممتعة, فمنذ وجوده في الاتحاد السوفييتي, كان محباً للأدب الروسي والسوفييتي, فترجم مختاراتٍ للشاعرة الشهيرة مارينا سفيتايفا إلى العربية، وأيضاً للشاعر الرمزي فاليري بريوسوف، كما ترجم بوريس باسترناك شاعِراً، وهو المعروف كروائي كبير وحصل على جائزة نوبل عن روايته (دكتور جيفاكو)، وحصل على جائزتين مهمّتين الأولى في روسيا: جائزة الريشة الذهبية (ميداليتان ذهبيتان، واحدة باسم ليف تولستوي الروائي الروسي الشهير، والأخرى باسم وليم شكسبير).
«المكونات الشعرية وانسجامها في قصائد ثائر زين الدين»عنوان كتاب صدر عن جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب ودار سمرقند للنشر، حيث ضم آراء ثمانية عشر أديباً وناقداً بالأديب الدكتور ثائر زين الدين, نذكر منهم: «إبراهيم عباس ياسين، إسماعيل عامود، جهاد عقيل، د.حسين جمعة، د.خليل الموسى، د.راتب سكر، رضوان السح، عبد السلام المحاميد، عبد المعين الملوحي، عدنان بن ذريل، فائز العراقي، كمال جمال بك، محمد حسين طرابيه…الخ.
الدكتور حسين جمعة وتحت عنوان (الطائر المسكون بالوطن) كتب: حققت «السويداء» مكانتها المرموقة منذ زمن طويل على صُعُد عدة، أبرزها الصعيد الفكري والثقافي والأدبي والفني، وقد كان لمفكريها ومثقفيها ومبدعيها الباع الواسع في نهضتها قديماً وحديثاً… فكل واحد فيهم أثرى الساحة بالنتاج الذي أبدعته مخيلته المحمولة على مشاعر الحب والعطاء والمكتوبة بمداد الكلمة الطيبة الرشيقة، أو المرسومة بريشة خلاقة، ويد عطوف.
ولعل ما يميز محافظة «السويداء» في عصرها الحديث أنها أنجبت قامات أدبية وفكرية ذات ألوان متنوعة، انشغلت بمفهوم النهوض والتقدم والارتقاء على المستويين الوطني والقومي… منهم د.ثائر زين الدين الذي حين سكن الشعر جوارحه كان النقد الأدبي يجذبه إلى ساحته, فينصاع لفضاءاته دون أن يقع في وهج الإعجاب أو التبعية، إذ مزج في نقده وشعره بين الأصالة والحداثة، فانشغل بنقد القديم بمثل ما انشغل بنقد الحديث.
بدوره اسماعيل عامود قدم قراءة في مجموعة «ورد» الشعرية فوصف شعره بأنه انسيابية تجري في النفس رقراقة غير كؤود, ملحنة بعفوية اللفظ, ومدلولات مفرداتها, لاتنبو ولاتحيد عن السياق العام في برهة الكتابة أو أثناء الإنشاء, بمعنى وقت الدخول في المجال التحريضي عند التدوين من قبل الشاعر بالطبع.
وجاء في الكتاب رأي للمرحوم الأديب «عبد المعين الملوحي أكد فيه أن الشعر ما يزال في خير, وما يزال في العرب شعراء، تلك هي الفكرة التي انتهيت إليها بعد قراءتي ديوان الأخ الشاعر ثائر زين الدين، وأسماه «ورد» وشرفني بإهدائه إلي، قرأت الديوان فأعجبني وقرأته مرة ثانية فزاد إعجابي به، وكنت أتوجس قبل قراءته، فما أكثر الدواوين التي أشعر عندما ألمسها وأقرأ فقرات منها أنني لا أقرأ شعراً وإنما أسمع هذياناً محموماً، فأبادر إلى طيها ووضعها على الرف، أما هذا الديوان «ورد» فقد قرأته في سرور وكتبت تعليقي على صفحته الأخيرة كما هي عادتي في كل كتاب أقرؤه.
وجاء في هذا التعليق: «شاعر مبدع، أسلوب رائع، عواطف جياشة، تسمو أحياناً وتحلق» له أهداف اجتماعية واضحة، يستحق بحثاً مفصلاً.
«وفي هزيم الريح انتصار للإنسان واحتفاء بالفن» ذكر الأديب محمد طرابيه: إذا كان الشاعر والناقد الإنكليزي «ت.س.إليوت» قد حل هذه المسألة بصياغة معادلة نقدية حول ذلك تمثلت بقوله: «قد يستمد الأدب أهميته من معايير غير أدبية ولكن المعايير الأدبية في النهاية هي التي تحدد ما هو أدب وما هو غير أدب» فإن الدكتور ثائر زين الدين قد نجح إلى حد بعيد في حلها عملياً من خلال نصوصه الشعرية التي تضمنها ديوانه الأخير «في هزيم الريح»، فقد زاوج بين الأفكار والموضوعات النبيلة وجودة الفن الشعري، إذ إن القاسم المشترك الذي يجمع بين مضامين قصائد الديوان هو الانتصار للإنسان وللقيم الإنسانية الرفيعة، ففي القسم الأول الذي يتناول غالباً شؤوناً شخصية ومخاطبين شخصيين، ينتصر فيه لحرية الإنسان مقابل عبودية المال، وللتجذر في الوطن مقابل الغربة عنه.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الاثنين 9-3-2020
الرقم: 17212