عفوية العاطفة وصدق الوجدان

 

الملحق الثقافي:نبوغ أسعد:

مختارات الشاعر مروان الخاطر التي صدرت مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب تقع في 271 صفحة وتتضمن نصوصاً شعرية متبابنة في تكوينها وتشكيلها، ولا تقف على شكل شعري واحد، ملتزمة بالتألق الفني الذي اتسمت به كل النصوص.
من يتابع النصوص يجد أنها ترتب الحالات النفسية التي مر بها الشاعر في تحولاته الحياتية، والتي ظلت كخط بياني يرتقي إلى شجرة حور ثم يحط إلى محيط أو بحر يأخذ ما يتوجب على تراتبية النغمات، ثم يعود ليصعد إلى مكان آخر لتكون القصيدة التي تدل على عراقته وانتمائه الشديدين.
يقول في قصيدة حوارية البرق اليماني:
من ربوة في الشام لليمن
آت لأشهد صحوة الزمن
آت وتسبقني خطاي إلى
حلم أساكنه ويسكنني
من يقرأ الأبيات أو يسمعها يشعر بحالة تواصلية مباشرة مع الشاعر لأن الأبيات منسوجة بعفوية العاطفة وصدق الوجدان وحريصة على أناقتها اللغوية وتكوينها الشفاف.
في قصيدة خراب الروح المكتوبة في الثمانينات، نجد أن الحالة الشعورية في النص المكثف تخص أبناء جيلها ثم تضمن حضورها إلى الآن وإلى المستقبل، لأنه يتنبأ امتداد الفاجعة ما دام هناك صمت أو غلط أو انحراف فكري أو خلل في الوجدان الذي يناشد أن يكون متوثباً دائماً.
يقول:
القلب إذا انفجع
لا يرجع للفرح البري
يهاجر للقحط الأبدي؟
فكيف يعود
والشعرة صارت قيداً..
صار القيد قيود
والشاعر الذي يرتبط ببلاده ووطنه وأمته تتبدل المؤثرات ومكونات هذه المؤثرات الموجودة في الوطن والأرض على هيكلية القصيدة وتفور في بنياتها الدلالية بشكل انسيابي عفوي، وهذا ما جاء في قصيدة السر في شجر الغرب، كقوله:
أدعو بطول العمر للشجر المسافر والمقيم
للماء يسهر في ضفافك يا فرات
ويعانق الشطين في فرح عميم
للأرض مازالت على وعد الحياة
وفي مثل هذه النصوص نجد العاطفة عند الشاعر أكثر حضوراً وأكثر أثراً.
وحين ذهب الشعراء غالباً إلى الغزل وإلى الاختفاء برموز مصطنعة، نجد الشاعر مروان الخاطر يذهب إلى الشاعر الشهيد كمال ناصر فيقول في قصيدته بير زيت تتكلم:
أيها الضائع في بيروت صوتاً ودماء
لم يجئك الغرباء
زمن يقهر خيل الشعر.. يردي الشعراء
فإلى من أحمل اليوم قميصك
هكذا يكتب الشعراء حتى تكون قصيدتهم غطاء شرف أو حصان عز يستر خيبة شعراء الهزيمة.
الشاعر مروان الخاطر: عضو اتحاد الكتاب العرب واتحاد الصحفيين والكتاب اليمنيين والفلسطينيين. كتب كثيراً من البرامج والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، وكرم مرات عديدة وهو شاعر بمرتبة شرف.

التاريخ: الثلاثاء10-3-2020

رقم العدد : 990

آخر الأخبار
ثلاث منظومات طاقة لآبار مياه الشرب بريف حماة الجنوبي الفن التشكيلي يعيد "روح المكان" لحمص بعد التحرير دراسة هندسية لترميم وتأهيل المواقع الأثرية بحمص الاقتصاد الإسلامي المعاصر في ندوة بدرعا سوريا توقّع اتفاقية استراتيجية مع "موانئ دبي العالمية" لتطوير ميناء طرطوس "صندوق الخدمة".. مبادرة محلية تعيد الحياة إلى المدن المتضررة شمال سوريا معرض الصناعات التجميلية.. إقبال وتسويق مباشر للمنتج السوري تحسين الواقع البيئي في جرمانا لكل طالب حقه الكامل.. التربية تناقش مع موجهيها آلية تصحيح الثانوية تعزيز الإصلاحات المالية.. خطوة نحو مواجهة أزمة السيولة تعزيز الشراكة التربوية مع بعثة الاتحاد الأوروبي لتطوير التعليم حرائق اللاذقية تلتهم عشرات آلاف الدونمات.. و"SAMS" تطلق استجابة طارئة بالتعاون مع شركائها تصحيح المسار خطوة البداية.. ذوو الإعاقة تحت مجهر سوق العمل الخاص "برداً وسلاماً".. من حمص لدعم الدفاع المدني والمتضررين من الحرائق تأهيل بئرين لمياه الشرب في المتاعية وإزالة 13 تعدياً باليادودة "سكر مسكنة".. بين أنقاض الحرب وشبهات الاستثمار "أهل الخير".. تنير شوارع خان أرنبة في القنيطرة  "امتحانات اللاذقية" تنهي تنتيج أولى المواد الامتحانية للتعليم الأساسي أكرم الأحمد: المغتربون ثروة سوريا المهاجر ومفتاح نهضتها جيل التكنولوجيا.. من يربّي أبناءنا اليوم؟