إسـدال الســتار نهائيـاً علـىالأحـلام العثمانيــة في إدلــب

يقول بيثان مكيرنان: بعد فشل أردوغان في سورية وتلاشي أحلامه العثمانية في الشمال السوري نهائياً، هاهو يعود اليوم إلى أحضان أميركا وأوروبا والناتو مستجدياً وقوفهم معه في حربه الخاسرة في إدلب، ومحاولة إنقاذه من الموقف الذي أوقع نفسه به، ولكن على ما يبدو أن مساندة الناتو لأردوغان ستبقى معنوية ورمزية، الأمر الذي لن ينقذه من هزيمته في سورية.

ولم يقدم الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أي وعد فوري بتقديم المساعدة لتركيا، وربما على حد قول ستولتنبرغ سينظر حلفاء الناتو في تعزيز الدفاعات الجوية لأنقرة ولكن ليس في القريب العاجل، وأنه لم يقدم أي وعد فوري بتقديم المساعدة لتركيا.
وكان الناتو قد أجرى محادثات عاجلة بشأن خسارة أنقرة وهزيمتها في سورية مؤخراً بعد أن طلبت تركيا عقد اجتماع طارئ للأعضاء بموجب المادة 4 من المعاهدة الحاكمة للحلف.
فمنذ اندلاع المعارك في الشمال السوري، حيث دأبت تركيا على مدار الأشهر الماضية على تقديم الدعم اللا متناهي للتنظيمات الإرهابية المسلحة التابعة لها «كجبهة النصرة» وعدد من الجماعات الإرهابية الموالية لها من أجل محاولتها اليائسة في منع تقدم الجيش السوري الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحرير كامل أرضه، وفي ظل الخطوات التركية البائسة الأخيرة لأنقرة فإن موسكو اتخذت موقفاً أكثر صرامة في رفض أي عدوان جديد من جانب أنقرة تجاه قوات الجيش السوري، وطالبت أنقرة بالتوقف الفوري عن دعم الجماعات الإرهابية المسلحة الموجودة في إدلب.
لامار أركندي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان والباحثة في شؤون الجماعات الإرهابية قالت: إن صورة المشهد السوري بدأت تتوضح ملامحه بعد سيطرة الدولة السورية تقريباً على كامل الأراضي السورية في الشمال ودحر الإرهابيين التابعين لأنقرة في إدلب، وهنا يمكن القول إن سورية باتت أقرب لإنهاء المعارك على أرضها.
فالتصعيد العسكري الذي تشهده إدلب سببه أنقرة، بينما تحاول روسيا إجبار تركيا بإتمام تنفيذ اتفاقية سوتشي التي تقضي بإخراج جميع الفصائل الإرهابية بموجب هذا الاتفاق الذي عقد في تشرين الأول 2018، ونزع الأسلحة الثقيلة من دبابات وصواريخ ومدافع هاون التي بحوزة تلك الجماعات الإرهابية.
إن ما يحدث الآن هو رد روسي على مماطلة أردوغان استكمال تنفيذ الاتفاقية كونه يسعى دائماً إلى استغلال كل فرصة لتثبيت وجود الإرهابيين في الشمال السوري، وإثارة الحروب في بعض المدن والبلدات في الشمال السوري عن طريق المليشيات الإرهابية المسلحة التي تدعمها أنقرة، لكن هزيمة الرئيس التركي في سورية هي حتمية وستكون مختلفة هذه المرة لأنها ستأتي نتيجة التصميم الروسي على إجبار أنقرة على التخلي عن الإرهابيين وعدم دعم تركيا للتنظيمات الإرهابية المسلحة في شمال سورية وتنفيذ بنود اتفاق سوتشي.
وستنتهي هذه المعركة بشكل مؤكد بانتصار الجيش السوري في إدلب وتخليص هذه المحافظة من براثن الجماعات الإرهابية، وبذلك فإن الحرب في سورية تكون قد انتهت وتحررت كل الأراضي السورية، ويسدل الستار نهائياً على أطماع أردوغان وأحلامه العثمانية في إدلب وفي سورية بفشل المشروع التركي الأميركي الأوروبي.
حتى العاملون في مجال حقوق الإنسان والباحثون في شؤون الجماعات الإرهابية، اكتشفوا مؤخراً أن تركيا حاولت الاستفادة من الإرهابيين لتحقيق أحلام واهية وشريرة في سورية ومحاولة تحقيق أحلام خلبية لها علاقة بإرث عثماني خبيث يعشش في دماغ أردوغان فقط والذي يسعى من خلال ما يسميه «المنطقة الآمنة» الحلم المستحيل تحقيقه من أجل سرقة النفط السوري خدمة لأسياده في البيت الأبيض.
هذه الأحلام التركية تبددت اليوم في ظل تقدم الجيش السوري وتحريره لمناطق إدلب الواحدة تلو الأخرى، فمنذ بداية الحرب على سورية تحاول تركيا تمرير أطماعها، وفي الأيام الماضية نجحت الدولة السورية في تحطيم تلك الأطماع التركية، حيث تمكن الجيش السوري من استعادة عشرات البلدات في أكبر تقدم له في إدلب، ما أجبر الإرهابيين على الفرار إلى الحدود التركية.
كما نجح الجيش السوري في السيطرة على مواقع مراقبة عسكرية تركية في إدلب وتحطيم معدات وآليات عسكرية وقتل جنود أتراك كانوا موجدين ضمن صفوف الإرهابيين، ما أغضب أنقرة التي شنت بدعم فصائل إرهابية موالية لها هجوماً واسعاً على جنوب شرقي المحافظة، ولكن الضربات المحكمة للجيش السوري على مواقع الفصائل الإرهابية التابعة لأنقرة ولأردغاون شخصيا هزمت هزيمة نكراء وبذلك تكون أحلام أروغان ومرتزقته الإرهابيين قد تلاشت إلى غير رجعة في سورية.
The guardian
ترجمة غادة سلامة
التاريخ: الثلاثاء 10 – 3 – 2020
رقم العدد : 17213

 

آخر الأخبار
تركيا.. دعم متواصل لسوريا في وجه التحديات الأمنية والاقتصادية المعارض استثمار استراتيجي يعزز مكانة الدولة السلع السورية بين المنع والتقييد إلى الأردن.. فعاليات اقتصادية لـ"الثورة": الحسابات غير متوازنة خطوة لضمان استمرارية التميز.. قرارٌ بتخفيض نسبة الاستمرار في مدارس المتفوقين إلى 80 بالمئة استضافة بلا نهاية ومعاناة تتجدد.. طلاب الرقة غرباء في جامعاتهم بصرى الشام تكتسي حلل الجمال لإطلاق "أبشري حوران" عودة البنوك إلى نظام" SWIFT" خطوة محورية نحو انتعاش اقتصادي جديد معرض دمشق الدولي.. إنعاش للآمال وعودة للمسار الاقتصادي قصص نجاح جديدة تُكتب بإرادة أبناء سوريا .. رجل الأعمال أحمد رغاب حسين: المعرض بوابة الاستثمار وبناء... "اللؤلؤ المنثور" بين الفن والطب بمعرض اللاذقية مؤسسة فكر وقلب.. للتمكين والتعليم والتنمية معرض دمشق الدولي.. نواة جذب وعنوان الثقة والأمان إعمار العقول.. الأساس لبناء سوريا الجديدة منتجات "التربية".. تتألق في معرض دمشق الدولي شركة هولندية تبدأ تحميل أول شحنة نفط سوري خام بعد رفع العقوبات " أوقاف" إدلب تعقد اجتماعاً مع أئمة وخطباء المدينة في إطار التواصل الدوري نقلة نوعية في إدارة المال العام..وزير المالية يعلن إنجاز القانون المالي الجديد أمسية موسيقية تجمع بين الجمال والفرح في جرمانا اكتمال عقد أندية مرحلة الدوري للشامبيونزليغ أخيراً... السومة وقّع مع الحزم السعودي واليوم ظهوره الأول