مشــــــهد «1».. كورونـــــــا.. ولو طــــــــارت..!
لاتتمالك أعصابك وأنت تدور بين اشاعاتهم، يصرون عبرها على مختلف صفحاتهم على تكرار ما يفبركونه عادة في مناسبات مختلفة، ولكن لفيروس الكورونا حكاية أخرى.. تشبه كل حكاياهم..
الاشاعة
(بما أن وزارة الصحة مازالت ملتزمة الصمت وقد حذرت أنني لن التزم الصمت طويلا.
١-الوفيات بسبب كورونا في القطر السوري تجاوزت ال٤٠٠ غالبيتها في اللاذقية وطرطوس ودمشق.
٢-الإصابات تتجاوز ال٢٠٠٠ على أقل تقدير.
٣-وزارة الصحة وحتى الحكومة لم تتخذ أي إجراءات وقائية غير التزام الصمت).
«بوست او تغريدة» تناقلتها بعض الصفحات الفيسبوكية وحتى على تويتر، معتبرين ان كلام الاعلامي رفيق لطف، مصدر موثوق، ولكن لم يمض ساعات على تداول الاشاعة حتى سارعت صفحات عديدة إلى نفيها والتأكيد على عدم نقل الخبر لأنه مجرد اشاعة، واحدى الوسائل التي يستخدمونها في حربهم النفسية..
المصدر والوقائع
الإعلامي رفيق لطف وعبر تسجيل على (اليوتيوب) نفى ما تم نشره على صفحة مزورة له, مؤكداً انه لا صحة للمزاعم الكاذبة التي تروج أن هناك حالات اصابة بمرض كورونا، وليس لديه اي حساب على تويتر وهذا الحساب هو حساب مزور، الجهة الوحيدة المخولة بإعلان هكذا أمرعلى حد قوله.. هي وزارة الصحة حصرا، ووزارة الصحة أكدت عدم وجود أي حالة كورونا في سورية.
على ما يبدو أن ما نعيشه في سورية، يمكن القول عنه، رب ضارة نافعة، فالحركة المحدودة من والى سورية، قد ساهمت في عدم وصول الفيروس الينا، ومع ذلك فقد تم اتخاذ تدابير احترازية.., خصوصا الفحص على المنافذ الحدوية، وحملات التوعية.
ورغم النفي المتكرر من مصادر رسمية سورية، بل وحتى أن منظمة الصحة العالمية اكدت عدم تسلل الفيروس، الا أن الاشاعات تتزايد وتنقلها صفحات يفترض أن تكون أكثر وعياً، خاصة وانها خبرت امثال هذه الحروب النفسية..
على ما يبدو ان الاشاعات لا تزال سارية المفعول حتى سريان اشاعة أخرى.. يسيل معها حبر أقلام ولدت مكسورة..!
مشــــــهد «2».. فيـــــروس إعلامــــــــي..!
عدوى من نوع آخر، هذه المرة لاعلاقة لها بالصحة، بل فيروس ذهني, يضرب الوعي ويؤثر على الانتماء. حتى أنك تقول في سرك.. هل حقاً مروا من هنا.. ؟!
الفيروس الذي نتحدث عنه هنا.. يضرب منابع الوجدان ويرمي بها عند البعض الى غير رجعة، يبثون سمهم عبر صفحات مخصصة منذ وقت طويل لتفكيك بنية مجتمعية وتراص عهدناه منذ الأزل..
لاشك أن تلك الصفحات بعد كل ماعشناه تدرك ماذا تفعل وأي خراب ترمي به إلينا، فلم يعد خافياً على أحد بعد مرور كل هذا الوقت أن الصفحات الفيسبوكية ومعها العديد من تلك الكلمات التي أطلقت على مختلف مواقع التواصل لا همّ لها سوى جلب الكوارث، وان رأوا أي جهة تقف في وجوههم وتكشف حيلهم.. يبادرون الى النيل منها.. فهاهم بين فترة أخرى يهجمون على الاعلام الوطني..!
رأي ملفت قرأناه على احدى الصفحات ينبه ويحذر قائلاً: أحد أهم أسباب الهجوم المستمر على الإعلام السوري الوطني من أعداء سورية وتخصيص عشرات البرامج لرصده والسخرية منه في الإعلام المعادي، ومحاولات تكريس بؤسه وعبثية محاولات تطويره، وتجنيد أبواق تخترق حلف المقاومة للهجوم عليه والنيل منه.. هو أن هذا الإعلام بقي ممسوكاً، وبالتالي متماسكاً ومنتمياً للخطاب السياسي والوطني السوري، ولم تحدث به انحرافات، ولم يتلوث بالمال القذر.. عكس الدراما مثلاً.
انتشلنا هذا الرأي من وسط ركام من الآراء المتناقضة، حول اعلامنا، الذي بذل جهدا كبيرا خلال السنوات العشر الماضية، ومع ذلك هناك اصرار على النيل منه، كما يفعلون مع كل اداة يمكنها ان تكشف زيفهم وخياناتهم..
هم سيتابعون.. بل وسيأتي وقت ستتكاتف اشاعاتهم، وسيزورون صفحات على هواهم.., سيحاولون لملمة أشلائهم المبعثرة، هنا وهناك.. في محاولة لخلخة صوت اعلامي، مصداقيته وموثوقية مصادره.. اضافة الى التماسه نبض الناس سيجعل من الصعب النيل منه..!
التاريخ: الأربعاء 11 – 3 – 2020
رقم العدد : 17214