فرضت الظروف المحيطة على رياضتنا عموماً وكرة القدم بشكل خاص، إيقاف النشاط الرياضي والذي يأتي في مقدمته إيقاف الدوري الممتاز لكرة القدم وهو المهم جداً، وخاصة أن هذا الإيقاف تزامن مع التعاقد مع التونسي نبيل معلول ليكون مديراً فنياً للمنتخب الأول لكرة القدم، حيث كان منتظراً أن يبدأ المعلول عمله من خلال متابعة الدوري والوقوف على مستوى اللاعبين في الدوري المحلّي، ولكن هذا التوقف الاضطراري سيؤخر عمل المعلول، والذي كما قال في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الخميس الماضي، أن عمله سيبدأ مع بداية التحضيرات للموسم الكروي القادم، أي في آب تقريباً، وسنكون في وقفة لاحقاً مع خطة الإعداد وذلك بعد اتضاح الأمور فيما يتعلق بتعليق النشاط، ليس على المستوى المحلي فقط، بل وعلى المستوى العالمي أيضاً، لأن الأمور مرتبطة ببعضها البعض وخاصة في موضوع المنتخبات والتصفيات المونديالية وغيرها.
وجهان..إيجابي وسلبي
اليوم وفي هذه السطور سنتحدث عن توقف الدوري الاضطراري كما قلنا، لأن الوضع العام فرض نفسه، والتوقف بالطبع إيجابي للبعض وتحديداً الفرق التي تمر بمراحل حرجة، ومن الصعب معالجة أمورها والدوري مستمر، والتوقف سيعطيها فرصة لترتيب أوراقها والتحضير الأفضل لما تبقى، ولعل هذا الأمر يخص فرق المؤخرة التي تتعرض للخسارة باستمرار، وهي مهددة بالهبوط، ومن هذه الفرق جبلة الذي ذكرت أخبارا أنه غيّر مدربه سامر بستنلي واتفق مع مدرب من أبنائه وهو الكابتن عمار الشمالي ليكمل المشوار، لعله يستطيع أن يصحح المسار، والأمل لا يزال قائماً.
وهناك فريق الجزيرة الذي رغم صعوبة موقفه ونسبة هبوطه كبيرة، إلا أن الأمل يبقى قائماً نظرياً، والتوقف سيتيح للإدارة والجهاز الفني الاستراحة أولاً لأن الفريق يعاني السفر باستمرار لأنه يلعب بعيداً عن أرضه، كما أن الفريق يلعب بشكل مقبول رغم الظروف، والتوقف قد يساعده على تطوير الأداء والقدرة على تحقيق نتائج جيدة.
والتوقف يراه آخرون سلبياً وتحديداً الفرق المنطلقة بقوة وتحقق النتائج الجيدة، كالمتصدر تشرين ووصيفه الوثبة والجيش وحطين، فهذه الفرق قد يؤثر الإيقاف في حماستها ويهدئ من اندفاعها، كما أن مدربي هذه الفرق سيتعبون لأن التوقف سيضطرهم إلى تغيير برنامجهم التدريبي الذي سيكون أقل قوة بما يتناسب مع غياب المباريات. ولأن لاعبينا حقيقة غير محترفين بمعنى الكلمة، فالمدربون يخشون أن تتراجع همتهم وعزيمتهم، فيكون ذلك في صالح المنافسين، وبالتالي وقوع تغيير في خارطة المنافسة، ولكن التوقعات عموماً ألا يكون هناك تغيير في المراكز لهذا السبب.
إيجابيات عامة
توقف الدوري الذي لم يكن بالحسبان سيكون مفيداً فيما لو استثمر في صيانة المنشآت والملاعب، فالاتحاد الرياضي وبالتنسيق مع اتحاد كرة القدم يمكن أن يوقف اللعب على بعض الملاعب إيقافاً تاماً لتخضع لصيانة شاملة، فيما تكون الصيانة خفيفة وجزئية للملاعب الأخرى بحيث تكون جاهزة عند استئناف النشاط. ويكون هناك توزيع للمباريات بحيث تقام المباريات في أكثر من يوم إذا تطلب الأمر ذلك، وهذا يعني أنه سيكون هناك ملاعب جيدة وصالحة للتدريب واللعب بعد مدّة، وهذا ما يمكن أن تستفيد منه المنتخبات أيضاً.
وإيجابيات التوقف والتأجيل أشار إليها مدرب المنتخب الجديد نبيل معلول، حيث قال إن التوقف سيمنحه الوقت الكافي للتحضير والتفكير في البرنامج المناسب للعمل.
ويبقى أن نذكر أنه توقف اضطراري لابد منه، وعسى أن يستفيد منه الجميع وبالشكل الأمثل.
هشام اللحام
التاريخ: الاثنين 16-3-2020
الرقم: 17217