حتى الآن تثبت كل المعطيات الميدانية والسياسية، والتجارب السابقة مع رعاة الإرهاب، أن النظام التركي ليس بوارد التخلي عن أدواته الإرهابية، لما تشكله من ركيزة أساسية تصب في خدمة المشروع الصهيوأميركي الساعي لتحقيقه في سورية والمنطقة، والاستماتة التركية غير المسبوقة لحماية إرهابيي «النصرة» يفسرها بشكل واضح تهرب المجرم أردوغان من تنفيذ التزاماته وتعهداته إزاء العديد من الاتفاقات والتفاهمات، وآخرها اتفاق موسكو حول وقف الأعمال القتالية بادلب.
رسائل التصعيد من قبل مرتزقة أردوغان تثبت مجددا أن ذاك اللص لا يمكن الوثوق به أبدا مهما أعطي من فرص يحفظ بها ماء وجهه، وما يجري الآن، ومنذ السادس من الشهر الجاري، يكشف أن أردوغان أعد العدة مسبقا للانقضاض على الاتفاق مع الجانب الروسي، فخروقات إرهابييه التي وصلت إلى أكثر من 38 خرقا، وتفجيرهم جسر بلدة محمبل غرب مدينة أريحا، وجلبهم للمدنيين تحت قوة السلاح وإجبارهم على قطع الطريق الدولية حلب-اللاذقية لإعاقة حركة الدوريات المقرر تسييرها ضمن الاتفاق، لا يمكن فصله عن إطار التخطيط المسبق لإفشال الاتفاق، بعد أن يكون النظام التركي قد رمم ما تكسر من أذرعه الإرهابية بادلب.
وزارة الخارجية الروسية أشارت إلى نقطة مهمة بأن الإرهابيين بادلب يعيدون تسلحهم بدعم خارجي، ويحشدون صفوفهم لمعاودة شن هجماتهم على الجيش العربي السوري، والدعم الخارجي يعني أن كل دول منظومة العدوان وعلى رأسها الأميركي والتركي والغربي والصهيوني، تستنفر لنصرة إرهابييها، ومنع الجيش العربي السوري من استكمال تحرير ادلب، بهدف تكريسها بؤرة دائمة للإرهاب، والغرض من ذلك لا ينفصل عن خشية رعاة الإرهاب من حقيقة توجه الجيش بعد تحرير ادلب إلى المناطق الشرقية حيث يوجد الاحتلال الأميركي، وتوجد حقول النفط، لأن الأميركي وأتباعه سيكونون في هذه الحالة أمام مواجهة مباشرة مع الجيش، ومع مقاومة شعبية بدأت تتنامى بقدراتها، وتتسلح بإرادة وطنية راسخة تمكنها من دحر أي قوة محتلة مهما امتلكت من قدرات عسكرية كبيرة.
الغرب الاستعماري لم يبق في جعبته لاستهداف الحكومة السورية، ورفع منسوب الضغط والابتزاز ضدها سوى المتاجرة بالورقة الإنسانية، المبنية على تزوير الحقائق، بقصد إبعاد الأنظار عما يرتكبه الإرهابيون من جرائم وحشية، وتتجاهل دوله بالمطلق دعمها المتواصل بالمال والسلاح للإرهابيين، وتتعامى عن حقيقة أنها السبب في معاناة السوريين جراء الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه عبر الحصار والعقوبات الجائرة التي تفرضها.
السوريون وبعد تسع سنوات من الحرب الإرهابية ضدهم، باتوا أكثر إدراكا لطبيعة وأهداف تلك الحرب التي يتصدون لها بكل عزيمة وصمود، وقد شكلوا مقاومة شعبية رديفة لجيشهم البطل، وهي لا ريب كفيلة بمواجهة المشروع الصهيوأميركي الإرهابي، ودحر كل أدوات هذا المشروع ومرتزقته.
كتب ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 18 – 3 – 2020
رقم العدد : 17219