الملحق الثقافي: عقبة زيدان:
كل شيء في العالم يحتاج إلى ثقافة ما لكي يتقدم. فالثقافة هي معيار تقدم وتطور الشعوب. وكما يقول مانديلا: «لا يوجد بلد يمكن أن يتطور حقاً ما لم يتم تثقيف مواطنيه»؛ إذ لا يمكن أن تشاد حضارة في أي مكان في العالم من دون أن تكون الثقافة هي أسها الأول.
تحتاج الدول لكي تنهض، إلى أن تنشر الثقافة وترفع من شأنها، وتضعها قبل أي أولوية. وكلما علت ثقافة الإنسان، وكلما عظمت الامتيازات التي يتمتع بها، كلما كانت التضحيات التي ينبغي عليه تقديمها في الأزمات كبيرة، حسب هرمان هيسه.
إذاً، يدرك المثقف واجبه، وأكثر من واجبه تجاه مجتمعه، فهو بواسطة ثقافته، يمتلك الأدوات التي تجعله مجبراً على أداء دوره الكامل في التنوير والتغيير.
لماذا يكون المثقف متميزاً في أدائه الاجتماعي؟ إن المثقف الذي يرى العالم من منظور مختلف، أي أنه يؤول العالم، هو الذي يغير العالم. ليس العالم مكاناً آمناً بالنسبة إليه، وهو مضطر دائماً إلى محاولة الكشف عن الأفضل، والنظر إلى الأمور على أنها بحاجة إلى تحسين وتطوير مستمرين. أليست الثقافة هي صرخة البشر في وجه مصيرهم، كما يقول كامو؟
العالم يقف على حافة الانهيار، وما يجري الآن هو جهل، وإمعان في معاداة الثقافة. العالم يتفتت، ولا منقذ سوى أن يتحالف الناس في كل مكان لتسييد الثقافة، وإلا فإن مصيرنا سيكون تراجيدياً وبائساً.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء24-3-2020
رقم العدد : 992