ثورة أون لاين _فؤاد الوادي
يحافظ المشهد في الشمال على رتمه المعهود، لاسيما في مدينة إدلب ومحيطها، حيث لا يزال النظام التركي وإرهابيوه يواصلون سياسة التحشيد والتصعيد وإعادة التموضع كجزء من محاولات العبث المتواصلة في حوامل الواقع بغية قلبه أو تغييره، أو على الأقل إبقائه كما هو دون تقدم خطوة واحدة الى الأمام.
كل المعطيات والمؤشرات تؤكد أن أردوغان قد دخل بغروره وأوهامه وطموحاته دائرة (الحجر السياسي) الذي زاد من جنونه وهستيريته وعزلته سواء في الداخل التركي أم في الخارج، وهذا نتيجة استمراره بسياساته الكارثية على تركيا والمنطقة والعالم.
ذلك الأحمق لا يزال خارج سياق الواقع بتحولاته وتغيراته التي فرضت عناوين جديدة للمشهد، توجب على النظام التركي الذي يدعي التزامه بمخرجات التفاهمات والاتفاقات، المسارعة الى تنفيذها وتطبيقها بشكل حقيقي على الأرض والتسليم بكل ما فرضته وثبتته التطورات الميدانية الأخيرة التي أنجزها وحققها الجيش العربي السوري الذي نزع من أردوغان كل خيارات الابتزاز والمساومة.
أردوغان اليوم يحاول اقتناص الفرص ويجهد لاستغلال كل مساحات وهوامش الفراغ من أجل أن يمارس إرهابه وابتزازه بعد أن خيل إليه أنه الوقت المناسب لذلك بسبب انشغال العالم بمواجهة وباء كورونا، حيث بات واضحا بحسب المعلومات والمعطيات أنه بات يسرع الخطا نحو كل ما من شأنه نسف عناوين وحوامل المشهد.
يمكن الجزم بأن ثمة عناوين كبيرة وثابتة قد تشكلت في الأفق على إثر انتصارات الجيش العربي السوري، على أردوغان قراءتها جيداً وإدراك رسائلها وأبعادها ودلالاتها، ولعل أهمها على الاطلاق أنه لا تلاعب ولا خداع ولا التفاف بعد اليوم، وأن العودة الى الوراء خطوة واحدة باتت أمراً مستحيلاً ، ليس هذا فحسب، بل إن الرسالة الأهم التي على ذلك اللص فهمها جيداً هي ان خياراته باتت معدومة على الارض، وأن عليه الاستجابة لتحولات ومتغيرات الواقع الميداني الذي يفرض عليه التخلي عن سياساته الداعمة للإرهاب وكذلك عن طموحاته وأوهامه العثمانية والاخوانية داخل الجغرافيا السورية.