ثورة أون لاين _ احمد ضوا
حوَّل النظام التركي مقتل جنديين تركيين على يد إرهابيين متطرفين إلى قضية للاستثمار السياسي، والترويج لدور تركيا المفترض في محاربة الإرهاب خلافاً للحقائق على الأرض التي تؤكد تورط النظام التركي في دعم الإرهابيين.
على مدى الحرب الإرهابية على سورية كرَّس النظام التركي بالتعاون مع الدول الغربية تصنيف الإرهابيين بين معارضة معتدلة ومعارضة مسلحة وإرهابيين معتدلين وإرهابيين متطرفين، وذلك للالتفاف على القرارات الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب وهو ما حصل بالضبط حيث كرَّس الحلف الداعم للإرهاب كل امكانياته السياسية والقانونية، للدفاع عن تنظيمات إرهابية مدرجة على القوائم الدولية من على منصة مجلس الامن والأجهزة الأممية الأخرى.
هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها جنديان تركيان على يد إرهابيين متطرفين حسب التوصيف والرواية التركية التي لم يتسنَ تأكيدها من مصادر حيادية أو خاصة، الأمر الذي يفتح الباب لتأويلات وتحليلات مرتبطة بالتقاعس التركي في تنفيذ بنود الاتفاق الروسي التركي.
ولوافترضنا جدلاً صحة الرواية التركية فإن المسؤول عن مقتل هذين الجنديين هو رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان الذي زجَّ بأفراد قواته لحماية هؤلاء الارهابيين من ضربات الجيش السوري.
إن استغلال رئيس النظام التركي مقتل الجنديين لتعزيز نقاط المراقبة التركية خلافاً لاتفاق سوتشي، يؤكد تضحية اردوغان بحياة الجنديين التركيين لإيجاد المبررات الواهية لسلوكه العدواني المستمر ضد سورية، بشكل يتناقض مع فحوى الاتفاق الروسي التركي الذي أكد على ضرورة احترام كل الأطراف لسيادة ووحدة الأراضي السورية.
حتى اليوم لم يقدم النظام التركي أي دلائل على احترامه للاتفاقات الروسية التركية وتعزيزه بالسلاح والعتاد لنقاط المراقبة أكبر دليل على نواياه العدوانية، وإلا ما الداعي لجوءه إلى هذه الخيارات في ظل عدم التزامه إيجاد حل للتنظيمات الإرهابية وفق اتفاقي سوتشي وموسكو.
إن كل التصرفات لرئيس النظام التركي لا توحي بمضيه في تنفيذ اتفاق موسكو بل بالتحضير لجولة جديدة في الاستثمار بالإرهاب، وبالتالي المقامرة في علاقات بلاده مع روسيا التي لن تكون في وراد عقد اتفاقات جديدة مع تركيا حول محافظة إدلب.
أحمد ضوا