هفاف ميهوب- ثورة أون لاين:
“حبي لتدمر وعشقي لها، لا يوازيه أي شيءٍ في الدنيا، ولقد زرت معظم مدن العالم شرقاً وغرباً، ولو خيرت بينها لاخترت “تدمر” فعلى ترابها عشت ومن مائها شربت، وكلّ ما قدمته من أجلها، أقل من الواجب”.
هي أقوال عالمٍ ومؤرّخ، كان وسيبقى من أهمِ كنوز الذاكرة الأثرية.. “خالد الأسعد” الباحث في التاريخ والآثار، وعاشق “تدمر” التي وحدها من تنصفه عندما تصفه، بأنه أحد أعمدة حكمتها السورية.
وحدها من تنصفهُ وتُخلده، كما خلَّد تاريخها باكتشافه لأسرارها، وتوثيقه لآثارها.. آثار مدينة “زنوبيا” التي ورثَ من قوتها وحكمة عقلها، ما جعله يردُّ على قاتله البربري، وعندما طلب منه الركوع ليقطع رأسه: “اقتلوني واقفاً فنخيل تدمر لا ينحني”..
انه ما يتطلب منّا الوفاء لآثارنا وتراثنا، والتضامن مع حراسها من باحثين ومنقبين ومؤرخين ومرمِّمين.. التضامن معهم وسؤالهم، عن أسبابِ صمودها رغم ما لحقَ بها على أيدي الإرهابيين – الظلاميين.. أيضاً، عن مساعيهم لترميمها واستعادة ما نُهب منها، وعن الصعوبات التي تصادفهم وقالوا عنها:
د: محمود حمود: مديرعام الآثار والمتاحف
“الإنسان السوري المنتمي .. أهم أسباب صمود آثارنا”
لدينا في سورية عشرات الآلاف من المواقع والمتاحف والأبنية الأثرية، وبالرغم من تعرض الكثير منها للدمار والنهب والسلب والتنقيب غير الشرعي، إلا أن كونها كبيرة جداً ومهمة جداً، وتحتاج إلى سنوات طويلة للإجهاز عليها، كان من الصعبِ تدميرها كلياً.
حتماً، لم تقصِّر المجموعات الإرهابية بتدمير كلّ ما تأتى لها من هذه المواقع والآثار، وهو ما حصل في محيط “قلعة حلب” و”مدينة تدمر” و”معبد بل” و”معبد بعل شمين” و”قوس النصر” و”المدافن البرجية” وغيرهم من المواقع التي سعت هذه المجموعات لتدميرها بالبلدوزرات والآلات الثقيلة، بحثاً عما فيها من كنوزٍ ولُقى أثرية.
القليل من المواقع الأثرية التي وقعت تحت سيطرة الإرهاب، نجت من اعتداءاته وعدوانه. طبعاً، المديرية العامة للآثار والمتاحف كانت تتواصل مع جهاتها وموظفيها في كافة المناطق، وكانوا دوماً يزوِّدونها بمعلومات تواكبُ أحوال المواقع والتلال الأثرية، ومايطرأ عليها من تطورات.
بعض مواقعنا وأبنيتنا التاريخية، نجت من التدمير الهمجي، ولقد كان لموظفينا دور هام في حماية هذه المواقع ومافيها من قطع أثرية، وهو ما حصل في “متحف مدينة أفاميا” عندما تمكن موظفو “دائرة آثار حماه” من وضع حوالي 500 قطعة أثرية في صندوق، سارعوا ولدى دخول الإرهابيين، لطمره تحت الأرض، وبعد تحرير المدينة، نبشوه وأعادوه إلى “متحف حماه”.
أيضاً، ساهم المجتمع المحلي بحماية آثاره، كما في متحف “معرة النعمان” حيث قام أهالي المنطقة الذين وجدوا بأن اللصوص قد نهبوا منه الكثير من اللقى والحلي. قاموا بالتدخل والتعاون مع موظفيه لطردِ هؤلاء اللصوص، وحماية ما تبقى فيه من المقتنيات الأثرية والفسيفسائية.
يمكن القول، إن الإنسان كان من أهم أسباب صمود آثارنا. الإنسان السوري المؤمن بوطنه، والمنتمي إلى أرضه.. إلى الحضارة التي فيها شواهد على ثقافات شعبنا وما حققه أسلافنا من إبداعات وإنجازات ومواجهة تحديات.
نعم، الإنسان السوري الذي قدَّم روحه كي يحمي آثاره، والذي استشهد وهو يحرس كنوز أرضه.. أيضاً، الجيش العربي السوري الذي كان له دور كبير في جعل الإرهابيين الذين يخافون من مواجهته لهم، يمتنعون عن متابعة تدمير المواقع التي كانت تحتاج منهم إلى وقتٍ كبير لتدميرها ونهبها.
إنه الخوف الذي دفعهم لحفرِ الأنفاق والخنادق في قلب “تل إيبلا”، وليس فقط للتدريب فيها، وإنما أيضاً لتحصين أنفسهم وراء آليات وعربات مصفحة تمكِّنهم من مواجهة جيشٍ عقائدي، كانوا يُدركون استحالة قصفه لهذه المواقع.
بالنسبة للمعاناة التي تعيق عمل الحراس والمنقبين والباحثين والمرممين، فهي كبيرة جداً أمام إمكانيات مديرية الآثار.. مع ذلك، سنبدأ بترميم “قلعة حلب” وبعض الأبنية الأثرية التي قامت المديرية برصدِ ميزانية جيدة لها.
المعاناة الأكبر، عدم وجود آليات أو مكان إقامة للفنيين والخبراء الذين يذهبون للإشراف ومتابعة أعمال الترميم المختلفة، أو حتى التوثيق ولاسيما بعد انتهاء أعمال الترميم. أيضاً، معظم كوادر المديرية وخبرائها، سافروا أو انتقلوا وهذا يتطلب إعداد كوادر جديدة.
بالتأكد لم تقصر الجهات الدولية، ومنها اليونيسكو والأصدقاء والبعثات الأثرية المختلفة التي عملت في سورية، فقد قامت بعثاتها بتدريب كوادرنا، وقامت بواجبها أمام أعمال الترميم القادمة، وهذا يدل أن آثارنا ستبقى صامدة كما صمدت عبر قرونٍ ماضية.
د: بسام جاموس: مؤرخ وباحث آثار
“لأن آثارنا هي هويتنا.. حفظناها في أماكن آمنة”
سورية هي من أغنى بقاع العالم بالمخزون الحضاري والثقافي الذي يحتاج إلى الآلاف من الآثاريين والمؤرخين والمعماريين والفنانين، وهي أمانة في أعناقنا لأن التاريخ والتراث هما الهوية..
إنها الأمانة التي جعلت حراس هذه الكنوز، يسارعون ومنذ بداية الأزمة، بل الحرب على بلدنا الحبيب.. أي، منذ مطلع عام ٢٠١١. يسارعون وبإشراف وزارة الثقافة – المديرية العامة للأثار والمتاحف، لحفظِ آثارنا في أماكن آمنة، فلقد كان هناك خطط مدروسة للحفاظ على التراث المتحفي.
لقد توقَّعنا أن تقوم العصابات الظلامية-الإجرامية، بمهاجمة آثارنا والاعتداء عليها، وهو ما حصل أثناء الغزو والاحتلال الأميركي للعراق. ذلك أن أول ما فعلوه، مهاجمة المتاحف ونهبها وتدميرها، وصلب البشر والحجر فيها.
إنهم ذاتهم. أعداء حضارتنا وحلفاؤهم، من استمروا في جرائمهم ضد المخزون الثقافي الحضاري في سورية.
هذا بالنسبة إلى بعضِ أسباب صمود وثبات الكثير من آثارنا، أما بالنسبة لحراسها، فلقد كانوا أوفياء لتاريخهم، إضافة إلى المخلصين في المجتمع المحلي، ممن بذلوا الكثير من الجهد للحفاظ عليها، ناهيك عن الدور الهام الذي قامت به الجهات المختصة، حيث سعت إلى حماية هذه الآثار ومواجهة الساعين لسرقتها وتدميرها. طبعاً، كان في مقدمة هذه الجهات، جيشنا العربي السوري.
عن طموحاتنا أقول: “التراث هو البديل عن النفط” والجميع يعلم بأن النفط له زمن، أما الشواهد والمدن والمواقع فتبقى شامخة، ومعظم دول العالم تعتمد على السياحة التاريخية والأثرية والشعبية والدينية والثقافية، ونحن ينقصنا التخطيط لإدارة المواقع والمدن التراثية، والترويج وغياب خطة الاقتصاد السياحي.. كل ذلك، من الأهمية لأجيالنا التي عليها أن تقرأ جيداً ملامح حضارتها وأهميتها ومكانتها.
د: مأمون عبد الكريم: أستاذ في قسم الآثار
“ريادتنا في إنقاذ آثارنا.. أثارت اندهاش واحترام العالم”
ما حدث في سورية، لم يكن متوقعاً أبداً.. لا بحجم الكارثة التي تعرضت لها، ولا بمأساوية هذه الكارثة وتفاصيل أحداثها..
ضمن هذه المعطيات، وفي عام 2012، عُينت مديراً عاماً للآثار والمتاحف في سورية، وكانت انعكاسات الحرب صعبة على كلّ قطاعات المجتمع ولاسيما الاقتصادي. لكن، ولأننا آمنّا بتراثنا وثقافتنا، كان أول ما فعلناه تشجيع الناس على الانضمام إلى ما سميناه بالمعركة الثقافية، وذلك لحفظ آثارنا وتراثنا وحضارتنا..
هي رسالة تمكَّننا من إيصالها، وليس فقط للسوريين، بل ولكلِّ العالم الذي جعلناه يُدرك، بأن مديريتنا علمية ومبنية على خبرات متراكمة ووعي ثقافي، وهو ماجعلنا نقنع هذا العالم بالتواصل والاتحاد معنا، لحماية تراثنا وآثارنا.
هناك الكثير من الحكايات التي تروي، ثبات وقوة حراس هذه الآثار في جميع مدننا ومناطقنا. قصصٌ انتهت باستشهاد أعداد كبيرة منهم، على أيدي العصابات المسلحة والإرهابيين باختلاف هوياتهم وعقيدتهم.
لقد كانت تجربتنا الريادية في هذا الخصوص، مثار اهتمام واندهاش واحترام العالم أجمع. ذلك أننا استطعنا ورغم الصعوبات الهائلة التي واجهناها، إخفاء وإنقاذ قسم كبير من آثارنا.. أيضاً، نقل بعضها إلى مناطق آمنة، وهو ما حصل عندما نقلنا أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من “دير الزور” إلى “دمشق”. صورناها ووثقناها وحفظناها بحيث لاتصل إليها أيدي الإرهابيين واللصوص والمخربين.
فعلنا ذلك أيضاً، لآثار مدينة تدمر وغيرها من المدن والمناطق التي أنقذنا ماأمكن من آثارنا، ولاسيما قبل دخول العصابات التكفيرية والظلامية إليها.. طبعاً، تعرض قسم مهم من هذه الآثار للتكسير والتدمير والسرقة. لكن، تمَّ إنقاذ الأغلبية من القطع المسروقة، بمساعدة وزارة الداخلية والجهات المختصة.
هكذا فعلنا في كلِّ المحافظات السورية، أو في أغلبها، وهو من أهم أسباب الحفاظ على آثارنا التي حمتْ نفسها أيضاً من مطرقة قاتلها.. حمتْ نفسها كما في “الرقة” مثلاً، وعندما اكتشفنا أن جداراً تمَّ تدميره، دون أن تصل يد “داعش” إلى الـ 1079 قطعة أثرية لازالت موجودة وراءه.
نعم.. كان هناك اتحاد ما بيننا وبين الجهات المختصة والشرفاء من أهالي المناطق التي احتلتها “داعش” و العصابات والمرتزقة.. اتحاد وتفاعل أدى إلى إنقاذ قسم كبير من متاحف وآثار محافظاتنا.
المتحف الوحيد الذي لايزال مصيره مجهولاً، هو “متحف إدلب” ….
حتماً، نحن اليوم أمام واقع جديد يفرض إعادة تأهيل المتاحف والمباني الأثرية التي لازالت بحاجة لإعادة ترميم.. نحن أمام واقع نحتاج فيه إلى إمكانيات كبيرة، علمية ومهنية.. نحتاج لكتَّاب قصة الحضارة السورية. لمعماريين بارعين.. وكلّ هذا يحتاج لإمكانيات مادية.
إنها مسؤولية عالمية لحفظ التراث الحضاري السوري، الذي لايزال يعاني بسبب الحصار والعقوبات، من الإجحافات التي تجعل مهمتنا صعبة ومؤجلة.. فنحن نعمل بإمكانيات بسيطة، أو شبه معدومة.
نعم، المسؤولية عالمية لكنها بالدرجة الأولى وطنية، وهو مايجعلنا بحاجة لمؤازرة كلّ قطاعات الدولة، سواء حكومية أو غير حكومية. بحاجة دعمها مثلما دعم المغتربين لاستثمار قطاع الآثار والتراث في وطنهم.
أخيراً أقول: التجربة أثبتت أن حضارتنا باقية. لا ولن تزول.. نكافح عبر حلفاء وأصدقاء يتواصلون معنا لاستعادة القطع الأثرية المسروقة.. نحتاج إلى رفع الحصار.. آثارنا هي ذاكرتنا، ودفاعنا عنها هو دفاعٌ عن شرف أمهاتنا.. لقد آمن الشعب بهذه المقولة، فكانت مسؤوليته أخلاقية-إنسانية.
إنه ما يساعد على بناء جيلٍ سوري جديد مؤمن بتراثه وآثاره، وقادر على حمايتهما والإيمان بأن مكانته من مكانتهما وقيمتهما.
م: إبراهيم خير بك: رئيس دائرة آثار اللاذقية
“رغم قلة الإمكانيات… شكلنا فريق عمل لحماية التراث”
تكمن الأسرار والأسباب الرئيسة لصمود آثارنا، في وجودِ الجيش العربي السوري، ومن ثمَّ تماسك المجتمع المحلي المحيط بكل موقع أثري، رغم إساءة البعض لها، ومساهمتهم في تخريبها أو نهبها أو التنقيب السري الذي كانوا يقومون به، بالتنسيق مع جهات خارجية متآمرة.
أيضاً، ساهمت مؤسسات الدولة ومديريات الآثار، بشكلٍّ فعال في صمود آثارنا، إضافة إلى جهود الباحثين والعاملين فيها بكافة فئاتهم، حتى من كانت مناطقهم تحت سيطرة الارهابيين، فقد كانوا حريصين على حمايتها، ولقد استشهد العديد من العاملين فيها.
أما عن المعاناة التي تعيق عمل حراسها من منقبين وباحثين ومرممين ومؤرخين، فإحساسهم بأهمية زيادة الوعي الثقافي والشعبي بالآثار، ونشر ثقافة محبة التراث، وإدخالهما كمادة أساسية في مناهج التربية، وتنظيم زيارات يومية للأطفال والشبيبة والطلائع والكشافة والجمعيات الأهلية في كل سورية، ولكافة مواقعها الأثرية.
الطموحات، إطلاق مبادرات تعريفية وتشجيعية تفيد الأطفال “شباب المستقبل” وتمنحهم الفائدة المحببة، وبالتعلم عن طريق اللعب، مثل إشراكهم بفعالية الخزاف الصغير، والمنقب الصغير، أو المستكشف الصغير، وعالم الآثار الصغير، وجعلهم يشاركون بالتنقيب الأثري بشكل افتراضي، يجذبه إلى آثاره، ويعلمه الدفاع عنها، ويساهم في زيادة انتمائه لوطنه.
رغم قلة الإمكانيات المادية والبشرية، التي ساهمت الحرب كثيراً في جعلها غير متوفرة، وحرصاً على آثارنا، نقوم بكافة جهودنا ونستعين بالجهات المعنية للحفاظ على التراث والآثار، كما نقوم بتوثيق العديد من المباني الأثرية الهامة بالتعاون مع الجامعات السورية، ومركز شايو للدراسات العليا في مجال ترميم وتوثيق آثار سورية مثل “قلعة مرفأ اللاذقية” و”البئر المكتشف في القلعة” و”الكازينو” و”مبنى قيادة الشرطة” و”عين ماء شورب” وبعض الخانات والمباني القديمة باللاذقية.
إنه التراث الذي يعتبر أحد مكونات الهوية الوطنية، وسمة من سمات أصالتها، وتعتبر حمايته مسؤولية تقع على عاتق الجميع، ولا سيما مديرية الآثار والمتاحف التي تسعى لتطبيق استراتيجية حفظه وصونه، وفق معايير الاتفاقات الدولية ذات الصلة. الاتفاقيات التي وقعت عليها سورية عام 2003 لإبقاء هذا التراث حياً في الذاكرة والوجدان..
من هنا، ونظراً لضرورة الحفاظ على القطع التراثية من الاندثار، تم تشكيل فريق عمل مهمته المحافظة على التراث، ومن خلال توثيق وأرشفة الأدوات حيث قمنا بالعمل في برنامج التوثيق المتحفي، الذي يهدف إلى توثيق تفاصيل كاملة عن كل قطعة أثرية محفوظة في المتحف الوطني، وهذا التوثيق بمثابة هوية تعريفية يمكن استردادها عن طريق المنظمات الدولية، إن سرقت أو في أوقات الأزمات..
يهدف البرنامج أيضاً، إلى إحصاء القطع المتحفية الموجودة، مع تأمين سهولة الرجوع إلى كل قطعة أثرية، والمعلومات الخاصة بها، بالإضافة إلى سهولة وصول الباحثين إلى القطع المراد دراستها، وأخذ كافة المعلومات عنها.
يبقى أن أقول، أن ما يلزمنا لتنمية العمل بشكلٍّ فعال أكثر في الدائرة، العمل على المباشرة بمتحف اللاذقية الوطني، وتطوير التنقيب تحت الماء في الساحل السوري.
كما نقترح، اعتبار قرية “أوغاريت” ذات طابع خاص، وذلك بإضافة تدريس اللغة الأوغاريتية في مدارسها، ضمن الحفاظ على التراث الشعبي اللغوي اللامادي من الابتدائية وحتى الثانوية، بحيث نحصل بعد 20 عاماً على قرية يتحدث أبناؤها اللغة الأوغاريتية في بيوتهم وفيما بينهم. تماماً كما في “معلولا”.. حتماً، هو أمرٌ يراد منه، استثمار أقدم لغة محكية في العالم، من قبل سكان المجتمع المحلي، أمام السياح، وهو ما يعود بالنفع عليهم، وعلى موقع “أوغاريت” وبأشكال متنوعة ومتعددة..