الثورة – فؤاد مسعد:
“أتعمد في أعمالي تهميش الملامح على حساب الشعوروالحالة النفسية”، هذا ما أكدته الفنانة التشكيلية الدكتورة كندة معروف في حديثها مع صحيفة الثورة حول مشاركتها بثلاث لوحات ضمن معرض “الصيف عندنا” في غاليري “مرسمي” في المملكة العربية السعودية، والذي يستمرلمدة شهرين تقريباً.
الفنانة معروف، التي أعربت عن سعادتها بهذه المشاركة، أكدت أن لوحاتها الثلاث أكريليك على قماش وهي بحجم كبير، ورسمتها بشكل خاص للمعرض.
تمثل مجموعة وجوه تبزر حالات متعددة “الحزن، اليأس، اللامبالاة، الانتظار، الصبر، التأمل..”، مشيرة إلى أن هذه الوجوه اصطفت وتأطرت ضمن مربعات ترمز لقيود كثيرة، فهناك من يكون ضمن السجون، وحتى من ليسوا ضمنها فهم في سجن آخر تفرضه بعض العادات والتقاليد.
لوحات تضج بوجوه صامتة صادمة، فأين تتباعد وتلتقي هذه الوجوه؟.
تجيب قائلة: “أنا ابنة سوريا التي عاشت الحرب لسنوات طويلة، وكان لا بدّ لي أن أرسم الوجوه التي أراها، فكلّ منا خسر وتوجّع، وقد رسمت هذه الوجوه مما عشته وعاصرته، بما في ذلك الناس الذين كانوا يقفون على طوابير الغاز أو بانتظار المواصلات، حتى أنهم لم يعودوا يعرفون كيف يحزنون، فلم نعد نعطي الحزن حقّه أو الفرح حقّه، لأنه من كثرالوجع لم نعد نعرف عيش الشعور بشكل صحيح، وهذا ما حاولت رسمه”.
وتتابع قائلة: “الإنسان محوراهتمامي لأنه العنصرالأهم في الحياة، لذلك تغاضيت عن الملامح وحاولت تهميشها على حساب الشعورلأنه لم يعد مهماً كيف هو الشكل، وإنما أن تعيش انسانيتك”.
وتوضح أنها كانت تسعى للتعبير عن هذه الأمور من خلال الوجوه المصطفة المرصوصة المقوّلبة، المحصورة والمضطرة أن تعيش ضمن ظروف المكان الذي خُلقت فيه، بينما في مكان آخر من العالم ربما هناك حياة سعيدة وأكثرراحة وأفضل، ولكن الظروف حبست الوجوه ضمن هذه المربعات وهذا المكان.