التشكيلي حسين صقور: يتمرّد اللون على الواقع باحثاً عن مفهوم أعمق عوالم فنيّة تضجّ بالتناقضات المتآلفة..   

الثورة – عبير علي: 

متجدد دوماً وعمله مرتبط بنبض حياته وعلاقاته، سواء أكان هذا عبر اللون أم الكلمة، ضميره الواعي هو مرجعه ومرجعيته تجاه كل القضايا، وحدسه هو القائد المحرك له ولها، يتمتع بحسٍّ عالٍ بالمسؤولية، وتحركه غيرته الوطنية، قلمه كما ألوانه صادق وجريء لأقصى الحدود وهو ينبض بالمحبة.

إنه الفنان والناقد حسين صقور الملقب بالفينيق، وقد أخذ من لقبه الكثير، فهو لا يغيب إلا ليظهر بحلّة جديدة وشكل جديد، وألوانه ولوحاته تفرض حضورها القوي ضمن دائرة كانت وما زالت تواصل اتساعها محلياً وعالمياً، هو أيضاً قاصّ وشاعر أمسك بزمام الكلمة بكل ما تعكسه من خصوصية وعمق.

وفي لقائه مع صحيفة الثورة حدثنا حول التشكيل والصعوبات الحالية وكيفية تجاوزها، وعن النقلات النوعية في تجربته الفنية ومدى ارتباطها بتغيرات الزمن والأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

فالإنسان عند الفنان صقور كائن قابل للتطور وللنمو المرتبط بحصيلة تجاربه الحياتية التي لا تمرّ عليه مرور الكرام، والفنان يتفاعل حسّيّاً مع تلك التجارب، والناجح والمتميزهو القادرعلى استثمار خلاصتها الأكثر سلاسة و نقاءً لتصقله وتحدث أثرها الإيجابي في شخصه وشخصيته، وفي نظرته للحياة ولمعنى وجوده الذي يرسم شكل فلسفته فيها.

وأشار إلى أن الحياة هي المعلم الأول، ولا معنى لأي معلومة معلّبة بكتاب إن لم نتفاعل معها حسّيّاً، وإن لم نتلمّس أثرها الإيجابي في حياتنا، وأنه يمكننا الإفادة والاستفادة من تجارب التاريخ، ولكننا لا نستطيع أن نقدّس كل ما هو قادم منه وكل ما هو مغلّف بكتاب، فنحن لنا موقفنا ورؤيتنا وأسلوبنا في توظيف تلك المعلومة لتكون خادمة ولتتناسب مع حياتنا القادمة نحن أبناء زمننا، وأنه هو اليوم ليس كما البارحة.

ترميم هدم وبناء

تجارب كثيرة مرّ بها ومفهومه للوحة والحياة تغيّر، كما أن المؤثرات المحيطة به وبعمله متغيرة باستمرار وأحياناً عبر قفزات طويلة، وهيكلة جديدة تتّسم بالترميم أو الهدم وإعادة البناء.

في أتون اللوحة، اللون الأحمر الذي رافق تجربته طويلاً بكل وحشيته صار يرهقه، فهو يحمل الكثير من الدلالات والإشارات الرمزية التي كان يشير فيها لزمن الحرب في الوقت الذي كان يبحث فيه عن العدالة والحقيقة والحب، ونحن الآن على مشارف بداية جديدة وعهد جديد- وفق ما ذكر-.

وعن التغيرات التي طرأت على عمله على مشارف البداية الجديدة، وعن تصوراته لمستقبل اللوحة .. أجاب صقور: “بعد ثلاثة عقود في رحاب الخط واللون لا بدّ أن ألامس الحرية التي طالما تطلعت إليها، ومنذ البدايات أعلنت ألواني وفرشاتي تمرّدها على الواقع المرئي بحثاً عن مفهوم أكثر عمقاً لماهية العمل التشكيلي والغاية منه، ومن البديهي حدوث تغيّر وانقلاب على صعيد اللوحة من حيث الشكل والمضمون، فأنا كإنسان أتفاعل حسياً مع كل المؤثرات المحيطة، ولوحتي ستعكسها بشكل أو بآخر فذاك الفضاء المخنوق صار أكثر انفراجاً، وشعاع النور يمتدّ ليحيي الأمل في ذاتنا وحياتنا”.

أما عمله الفني الحالي فهو ينحاز لمجموعات لونية جديدة تزيح سابقتها كلياً أو جزئياً، أو تضيف إليها لتعكس عوالم تضج بالتناقضات المتآلفة وفق إيقاع خاص يتمثل في أسلوب المعالجة ويعكس روعة الحياة، وفق ما ذكر، فهي جميلة رغم ما تكشفه من بشاعة، وحنونة رغم ما تظهره من قسوة، وإنجازاتنا لا تحقق قيمتها إلا بقدر ما تجاوزناه من عراقيل، حينها نلامس مشاعر النشوة والامتلاء كما ارتواء وكما كأس ماء بعد طول عطش.

رؤية حالمة لفن أجمل

وعن الصعوبات التي تواجه الفنان السوري والأفكار الخادمة للفن والفنانين والقابلة للتحقيق بما يتلاءم مع الظروف المحيطة قال: ضمن هذا الوسط الفني المزدحم الذي كانت تحركه الشللية ورأس المال كانت تختنق المواهب والإبداعات الحقيقة، تلك الخارجة من أتون الفقر، والتي صرفت من خبزها اليومي لتواصل الحلم.

ونوه بأنه لو مهد للإبداع الحقيقي بالدعم المادي والمعنوي وعبر تنشيط حركته من خلال معارض وندوات ومزادات لعكس صورة أكثر إشراقاً، وبالتالي سيكون هؤلاء الفنانون المغمورون ثروة وطنية حقيقية.

معتبراً أن المشهد التشكيلي خلال نصف قرن ارتبط بمجموعة من الأسماء كرّستها المؤسسات السابقة العامة والخاصة منساقة بفعل عقد الدونية للمظاهر الخارجية وبالتالي الاهتمام بأولئك الذين يمتلكون إمكاناتٍ مادية، ورصيداً اجتماعياً بغض النظر عن المستوى الفني، فربت بداخلهم الأنانية ليتحولوا لسد منيع في وجه الإبداع الحقيقي.

ضمن تلك المنظومة من العلاقات الفاسدة التي اتسمت باحتكار بعض المسؤولين لمنصبهم وفرديتهم في تصدير القرارات المحكومة بسلطة الشللية وأعداء النجاح من داخل وخارج تلك المؤسسات، ومآل هذا يعود لقلة الثقة بالذات والخوف من أصحاب الكفاءات، وبالتالي عدم الإفادة منهم.

وختم صقور بالقول:  “الحكيم هو من يتعلم من تجارب الآخرين وأخطائهم، والعاقل لا يقع في الحفرة مرتين، فخيرٌ لأي مسؤول لا يمتلك الخبرة، أن يتمتع على الأقل بالأخلاق التي تحميه من أطماع المغرضين، وأن يعطي كل ذي حقّ حقه ويطلق أكف وأفكار المبدعين والموظفين وحينها فقط سينجح كمسؤول وحينها فقط تثمر العقول”.

آخر الأخبار
عبد الكافي كيال : صعوبات تعرقل إخماد حرائق جبل التركمان... واستنفار شامل دمشق تؤكد التزامها بإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية.. حضور سوري لافت في لاهاي دمشق تنفي ما تداولته وسائل إعلام حول "تهديدات دبلوماسية" بحق لبنان من جديد .. محافظة دمشق تفعل لجان السكن البديل.. خطوات جديدة لتطبيق المرسوم 66 وتعويض أصحاب الحقوق رئيس مجلس مدينة كسب للثورة : البلدة  آمنة والمعبر لم يغلق إلا ساعة واحدة . إخماد حريقين في مشتى الحلو التهما  خمسة دونمات ونص من الأراضي الزراعية وزير الطوارئ :  نكسب الأرض تدريجياً في معركة إخماد الحرائق.. والغابات لم تُحسم بعد وفد من اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع التركي يلتقي الرئيس "الشرع" في دمشق الخضراء التي فتحت ذراعيها للسوريين.. إدلب خيار المهجرين الأول للعودة الآمنة باراك: لا تقدم في مفاوضات الحكومة السورية مع "قسد" و واشنطن تدعم دمجها سلمياً من  ألم النزوح إلى مسار التفوق العلمي..  عبد الرحمن عثمان خطّ اسمه في جامعات طب ألمانيا علما سوريا جيليك: نزع السلاح لا يقتصر على العراق.. يجب إنهاء وجود قسد  في سوريا رفع كفاءة الكوادر وتطوير الأداء الدعوي بالقنيطرة بين الصياغة والصرافة .. ازدواجية عمل محظورة وتلويح بالعقوبات نزهة الروح في ظلال الذاكرة.. السيران الدمشقي بنكهة الشاي على الحطب "تربية طرطوس": كامل الجاهزية لاستقبال امتحانات الشهادة الثانوية الغابات تحترق... والشعب يتّحد.. التفاف شعبي واسع لمواجهة حرائق الساحل وزير الطوارئ ومحافظ اللاذقية يستقبلان فرق مؤازرة من الحسكة والرقة ودير الزور سوريا تسعى لاستثمار اللحظة الراهنة وبناء شراكات استراتيجية تعكس تطلعات الشعب الاكتتاب على ١٢١ مقسماً جديداً في حسياء الصناعية