(درب السما).. فماذا عن دروب الأرض..؟!

ثورة أون لاين _ لميس علي

“دربٌ للسما”.. ربما هي دربك إلى حيث الخلاص..
كيف يمكن أن تخلق خلاصك في ظل كل فوضى الموت المحيطة..؟!
في فيلم (درب السما)، للمخرج جود سعيد، إنتاج مؤسسة السينما السورية وشركة “آدامز بروداكشن”، لن تبدو الحكاية التي يسردها على مسامعنا وأبصارنا بغريبةٍ عنّا.. لكن كل جزئية حيكت ضمنها تُنتج سيلاً من همسات ووشوشات الوجع.. وربما القسوة المغلّفة في ثنايا حكاية الأستاذ زياد “أيمن زيدان”..
وعن كمّ الوجع الهائل الذي يخزّنه وجه “زيدان” بقسماته وملامحه، الذي تمكّنت بذكاء كاميرا “سعيد” من إبرازه، ثمة إمكانية لسرد الكثير من الحكايا..
وحده قادرٌ على منح زخم تعبيري يختصر ما لا يمكن التعبير عنه كلاماً.. ويكثّف طبقاتٍ من أوجاعٍ لانهائية لا تخصّه وحده مقدار ما تجسد آلام وطن بحاله.
وعلى الرغم من كمّ الحزن الذي تتشح به قصة الفيلم، التي تأتي من سيناريو مشترك بين كل من (جود سعيد، أيمن زيدان، سماح قتّال، رامي كوسا)، لا يغرق العمل في الخوض بتفاصيل الدماء والحرب مباشرةً.. يتخطّى ذلك نحو السير أكثر صوب تأثيراتها على حياة إنسان بمقاييس البطل الأخلاقي “الكلاسيكي”، الخاسر الأكبر في حربٍ ليست حربه والذي لا يكاد منطق عيشه وقناعاته قادرين على تصوّرها.
على هذا النحو نحيا مع الأستاذ زياد، زمنين يتداخلان.. زمن اللحظة الحالية، والزمن الماضي “الفلاش باك”.. ويسير خيط ضبط إيقاع التداخل بينهما وفق أسلوبية تُسرد بصرياً لتكتمل تفاصيل حكايته/وجعه.
تنثر حكاية “درب السما” فلاشاتها نحو عديد من مضامين حياتية معروفة منذ قديم الزمان إلى جانب أخرى نعايشها حالياً..
فنحن أمام صراع/خلاف شقيقين “زياد” و”توفيق، حسين عباس”.. يذكّران بحكاية الإخوة الأعداء، قابيل وهابيل العصر الحديث.. وربما كانا مجرد ترميز لانقسام الأشقاء السوريين على أرض وطنهم.. وضمن هذه الجزئية من حياة زياد نشاهد تضميناً لفئة نهبت وسلبت على هامش الحرب.. فئة اختارت دروب الأرض تعيث فيها فساداً وتعرقل مسير غيرها نحو سماءٍ أو أرض.
بعذوبة، لا ينسى العمل الولوج صوب فئة أصابتها الحرب وبترت عيشها.. وضمن هذه الجزئية تتصاعد جمالية مشهدين اشتمالا على تبادل الأطراف الصناعية بين (رام، جابر جوخدار) والشاب “نبيل”.. كنوع من منهج حياة قررت شخصيات العمل بغالبيتها سلوكها لمواجهة تقرحات أرواحهم/أرواحنا بفعل الحرب.. فليست أطرافهم/أطرافنا هي المبتورة بل فرحنا وعيشنا.
وكما لو أنها إيماءة توحي لنا بكيفية التغلّب على لحظات القتامة.. والحزن.. معلنةً أن حربنا الدائمة هي أن نكون قادرين على صناعة الفرح وعيشه.. ويتأكّد ذلك حين تنتهي حكاية زياد طالباً من جميع من هم حوله الغناء في أكثر لحظة سوداء وفي ذروة البشاعة التي يحاربها.
لا تكلّف في الصورة لدى “سعيد” ولا زخرفات بصرية.. مع أن ثمة إحساساً يتسرّب إليك كمتلقٍ.. وكأنما عدسة الكاميرا تلعب تناوباً في ثنائية تقرّب حيناً، كما في لقطات تركّز على وجه زياد.. وتُباعد حيناً آخر بمعنى تنقل أو تحاول إعطاء مدىً للصورة لاسيما حين التركيز على جغرافيا المكان.
عُرض الفيلم مؤخراً ضمن مبادرة أطلقتها مؤسسة السينما تبتغي تقديم أفلامها عبر منصّة “فيمو” لفترة محدودة وذلك للمشاهدة في البيت.. ويذكر ان الفيلم حصد ثلاث جوائز في مهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته الأخيرة.

آخر الأخبار
معرض دمشق الدولي.. البوابة الجديدة لسوريا اقتصادياً ولإعادة الإعمار وزير الاقتصاد يستقبل نظيره التركي للمشاركة في فعاليات المعرض معرض دمشق الدولي.. لقاء المحلي والعالمي وعيون على استثمارات واتفاقيات سوريا والبنك الدولي يبحثان التعاون في مجالات التنمية وإعادة الإعمار "سامز" تعزز قدرات الكوادر الطبية في دير الزور عودة الألق للمرافئ وقطاع النقل البحري الاقتصاد الرقمي وتعزيز الكفاءة الإنتاجية.. في جامعة اللاذقية مكتب تكسي في كراج البولمان والكراج الشرقي في اللاذقية مناشدات بالتدخل للحفاظ عليها.. الجفاف وغلاء الأعلاف يهددان الثروة الحيوانية بدرعا آليات نظافة جديدة في ريف دمشق لا صناديق استثمارية مرخصة في سوق دمشق حتى الآن بيئة تعليمية آمنة وصحية.. صيانة شاملة لمدرستي ابن خلدون وجودت الهاشمي اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تطلق موقعها الالكتروني لترسيخ مبدأ الرقابة الشعبية بهدف تمكينهم من اكتساب المهارات.. معاهد متعددي وشديدي الإعاقة تحت مجهر "الشؤون الاجتماعية والعمل" من خيوط الكروشيه إلى لوحات الماندالا: جناح ينبض بالإبداع السوري أزمة مياه غير مسبوقة في دمشق وريفها.. وإجراءات المعالجة قاصرة مواطنون لـ"الثورة": أعباء اقتصادية جدي... سوريا: الاعتداء الإسرائيلي بالمسيرات على وحدة من الجيش انتهاك جسيم للقانون الدولي والميثاق الأممي سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي