غصون سليمان- ثورة أون لاين :
فمن الناحية الاجتماعية يعاني الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من الصعوبة في التفاعل مع الآخرين، فقد يرغب الطفل في تكوين علاقات وثيقة مع غيره، ولكنه لا يعرف كيف يفعل ذلك عادةً، كما تظهر بعض الأعراض الاجتماعية على الطفل في عمر (8-10) أشهر، ومن هذه الأعراض :
عدم قدرة الطفل على الاستجابة والردّ على اسمه في السنة الأولى من عمره. إضافة لعدم الاهتمام باللعب مع الأخرين، أو التحدث معهم. تفضيل الطفل البقاء وحيداً، وتجنب ورفض الاتصال الجسدي. كذلك عدم القدرة على تفهم الطفل لعواطفه، أو عواطف الآخرين.
أما العلامات المتعلقة بمهارات التواصل فتكمن بمواجه الأطفال المصابون بالتوحد العديد من المشاكل في مهارات التواصل مع الآخرين، ومنها على سبيل المثال عدم التكلم قبل عمر 16 شهراً. عدم الإشارة إلى الأشياء التي يحتاجها الطفل، وعدم مشاركته الأشياء مع الأخرين.
تكرار ما يقوله الآخرين، دون فهم للمعنى. عدم الاستجابة للمناداة، والاستجابة للأصوات الأخرى، مثل: زامور السيارة، أو مواء القطط.و الخلط بين الضمائر، إذ يشير الطفل إلى نفسه بضمير أنت، وللأخرين بضمير أنا.
كذلك عدم الرغبة في التحاور أو التحدث، وعدم البدء به أو الرغبة باستمراره.مع ملاحظة قوة الذاكرة في جميع المواضيع خاصةً الأرقام، والحروف، والأغاني.
أما ماهية أنماط السلوك لدى أطفال التوحد فقد يكون لدى هؤلاء الأطفال الذين يعانون من التوحد أنماطاً سلوكيةً، أو أنشطةً متكررةً مختلفة، ت٥خذ شكل تكرار الحركات المتنوعة، مثل: الاهتزاز، والدوران، ورفرفة الأيدي. القيام بالأنشطة التي تتسبب في إيذاء النفس، مثل: العض، أو ضرب الرأس. التعوّد على طقوس معينة، والاضطراب عند حدوث أي تغيير على هذا الروتين. وجود مشاكل في التنسيق، والقيام بأنماط حركية غريبة، مثل: المشي على أصابع القدم. عدم الحساسية للضوء، أو الصوت، أو اللمس بشكل غير عادي، وعدم الشعور بالألم، أو الحرارة. وجود تفضيلات غذائيّة محدّدة، مثل تناول عدد قليل من الأطعمة، أو رفض نوع معيّن منها.
وهنا تتعدد الأسباب الكامنة وراء هذا المرض، وأهمها: عوامل متعلقة بالولادة، وعوامل دماغية، وعوامل جنينية، وعوامل بيولوجية، وعوامل مناعية، وسنعرض توضيحاً عن أهم هذه العوامل كالتالي: العوامل الجينية بيّنت دراسات وأبحاث أنّ احتمالية إصابة أشقاء الطفل التوحدي بمرض التوحّد تزداد بمعدل يتراوح من تسع وأربعين مرّة إلى مئة وتسع وتسعين مرّة، وفي حال لم يُصب أشقّاء مريض التوحد بهذا المرض، فتزداد احتمالية إصابتهم باضطرابات أخرى ذات علاقة بالتواصل الاجتماعي،
ويشار إلى أن نسبة ظهور هذا المرض عند التوأم المتشابه تكون أعلى من التوأم غير المتشابه. العوامل البيولوجية تشير العديد من المعلومات العلمية إلى أنّ عدداً كبيراً من الأطفال التوحّديين يعانون من التخلّف العقلي، وهناك نسبة منهم تتراوح بين 4%-32% تعاني من الصرع التوتري الارتجاجي أو ما يدعى بالصرع الكبير، وبيّنت تخطيطات الدماغ الكهربائية التي أُجريت على العديد من مرضى التوحد تسجيلات غير طبيعية بنسبة تتراوح بين 11%-83% من المرضى، وهو ما يؤكد على الدور المهم الذي يلعبه العامل البيولوجي في إصابة الطفل بالتوحد.
فيما العوامل المناعية بيّنت عدد من الأبحاث والدراسات إلى أنّه من الممكن أن يكون عدم التوافق المناعي Immunological Incompatibility أحد الأسباب المؤدّية للتوحد، فمن الممكن أن تتفاعل كريات الدم البيضاء الخاصة بالجنين من النوع اللمفاوي مع أجسام الأم المضادة، مما يترتب عليه ازدياد احتمالية تلف النسيج العصبي الخاص بالجنين.
ومن أشكال أعراض مرض التوحد هي الأعراض الجسدية حيث قد توجد بعض التشوّهات الخلقيّة البسيطة؛ كتشوّه الأذن الخارجية مثلاً.وربما يوجد شذوذ في رسم جلد بصمات الأصابع على وجه الخصوص. أعراض سلوكية واجتماعية عدم إظهار الطفل المصاب بالتوحّد الملاطفة الاجتماعية والتودد المتوقّع من الأطفال العاديين، وهذا يشير إلى عدم تفاعل الطفل مع أفراد عائلته. لعب الطفل وحده وعزلته عن الآخرين، فلا يسمح لأحد بمشاركته لنشاطاته التي يقوم بها، وذلك في عمر العامين أو ثلاثة أعوام. إيجاد الطفل صعوبة في تمييز الأبوين عن باقي الناس.
كما تكمن معاناة الطفل من نقص في مهارة كسب الأصدقاء. واتسام سلوكياته الاجتماعية بعدم اللباقة. تأخر تطوّر اللغة عند أطفال التوحّد، فيصعب عليهم استخدام اللغة للتواصل مع الآخرين، ويشار إلى أنّ صعوبة اللغة لا ترجع إلى امتناع الأطفال عن التكلم أو عدم وجود حافز لديهم، وإنّما ترجع إلى قصور في تطوّرهم.
والجدير ذكره أن مرض التوحد تمت تسميته من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية عام ٢٠٠٧ وهو أول يوم عالمي يخصص لمرض التوحد