ثورة أون لاين – نهى علي :
تتوجه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بسلّة خدمات وأدوات رعاية جديدة لمعاهدها القديمة، التي اعتراها الكثير من الترهل لأسباب متعددة، يبدو حالياً أهمها أو أبرزها الظروف الاستثنائية التي مرّت بها البلاد خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية.
و تؤكد مصادر الوزارة أنه تمّ بلورة حزمة الرعاية الجديدة، وتمّ البدء بتنفيذها على الأرض من خلال الدوائر المختصة لكل نوع من أنواع الرعاية أو الخدمات والتي تتضمن شعبة الإعاقة والرعاية الاجتماعية، وتوجه برامجها إلى ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين وتعمل على إصدار بطاقة معوق، وهناك شعبة الجمعيات ومراكز لتأهيل وتدريب العديد من الشرائح الاجتماعية، إضافة لشريحة المعوقين.
ويبدو المشهد الخاص بمحافظة ريف دمشق على هذا المستوى، حافلاً بالكثير من القيم المضافة التي حققتها الوزارة، على اعتبار أن هذه المحافظة واسعة الطيف، ومن أكثر المحافظات السورية التي تعرضت اعتراها النشاط التخريبي للجماعات الإرهابية المسلحة.
وتشير المصادر في هذا الصدد، ترخيص 15 معهداً خاصاً في ريف دمشق لذوي الإعاقة وتستقبل المديرية حالات متنوعة الإعاقة، إضافة لمعهد الإعاقة الذهنية الموجود في منطقة التل، وما تقوم به المديرية في إصدار بطاقات العمل للأجانب غير السوريين الموجودين في المنشآت الخاصة.
ولعل الجديد في مجمل هذا المنحى، هو ترسيخ الجانب التكافلي، إذ تؤكد مصادر مديرية الشؤون في محافظة ريف دمشق، أن المديرية بخدماتها بشكل انفرادي، فهناك شراكة وتعاون مع جهات أهلية ومحلية عبر شعبة الجمعيات التي يتم من خلال متابعة عمل الجمعيات، التي وصل عددها إلى 205 جمعيات متنوعة على مستوى ريف دمشق، منها بيئية واجتماعية وجمعيات مختصة بالإعاقة وجمعيات مختصة بالرفق بالحيوانات وجمعيات ثقافية، وهناك عدد من الجمعيات تعرضت للتخريب وللسرقة خلال فترة الحرب.
وتشير المصادر إلى وجود 48 جمعية توقفت خلال السنوات الماضية، والمديرية حالياً بصدد إعادة تفعيل أعمالها بعد أن عاد الأمن والآمان إلى المناطق، مبينة وجود برنامج متابعة ورقابة لعمل الجمعيات بشكل شهري من دائرة الجمعيات، وهناك مخالفات يمكن استدراكها إذا كانت تنظيمية وإدارية والكبيرة منها يتم إحالتها إلى الرقابة الداخلية.
وع الإشارة إلى العدد الكبير للجمعيات وأكثرها جمعيات خيرية وليست إنمائية، وذلك متعلق بموضوع الحرب أيضاً، إذ لم تعمل الجمعيات ضمن أهدافها الأساسية وتوجهت بمعظمها إلى أعمال الإغاثة، وحاليا يتم توقيف هذا الخط فهناك جمعيات تهتم باليتيم وجمعيات للمسنين، وإنشاء دور رعاية واحتياجات أساسية لهم، وهناك جانب تعليمي، بعد أن جرى العمل على عدد من الاتفاقيات مع وزارة التربية لتقديم خدمات تعليمية في ريف دمشق والإغاثة لم تعد الأولوية لديهم. والهدف هو أن تقوم هذه الجمعيات بمشاريع تنموية بحيث تقدم عملا ومهنة وليس مساعدة عينية، وضمن هذا الاتجاه هناك مشاريع بدأت بها المديرية ومنها مشاريع مباقر بالزبداني وجديدة عرطوز والتل يستفيد منها الكثير من العائلات، وتم إنشاء وحدات أجبان لتقديم الحليب والأجبان للعائلات الفقيرة وذوي الشهداء، ولدينا مشاغل خياطة منها في جرمانا والنبك وجديدة عرطوز، وهناك عدد من الجمعيات يعمل على هذا الموضوع، بالإضافة لوجود معمل أحذية في صحنايا، وهي مشاريع تقوم بها جمعيات ونحن نساعدها للمشاركة في البازارات والأسواق الموجودة من أجل التسويق.
حتى الآن، لا تزال معاهد الأحداث قليلة وما هو موجود يعود تاريخ إحداثه لسنوات طويلة، وفي ريف دمشق يوجد معهدان في قدسيا، وهما الغزالي للأعمار الصغيرة والوليد للأعمار الكبيرة، وهذان المعهدان يقدمان خدمات تعلم حرفة ومهنة مثل الخياطة والنجارة والحلاقة، بحيث يخرج الطفل أو الحدث من المؤسسة أو المعهد ولديه تأهيل وتتم رعايته من خلال الجمعية التي تعطيه حقيبة مهنية.
وتشير الوزارة في أحدث تقاريرها، إلى أن هناك عدد كبير من الأحداث تجاوب مع موضوع المهن. حيث عدد الأحداث في المعهدين يصل إلى 250 بأحكام مختلفة، وبالتالي عندما لا يتواجد الحدث في المعهد لفترة طويلة يصعب تعليمه مهنة.