ثورة أون لاين- عمار النعمة:
(مختارات شعرية) عنوان مجموعة صدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب للشاعر مروان الخاطر بـ 271 صفحة من القطع المتوسط .
تضمنت المجموعة باقة من القصائد المتنوعة ما بين التفعيلة والشطرين نذكر منها : (نقوش على حجر السلام – دعوة للنهوض – رحلة – خراب الروح – إلى مسافرة – بدوي في الزحام – هوامش على قصيدة …الخ).
لك في مغاني الشوق خفق جناح .. ولك العتاب على الحبيب الصاحي
لكن خمركِ، والدنان كريمة .. تأبى علي تثاؤب الأقداح
لم أصح من عشرين سيدة المدا.. ثنِ. غربتي مخفية بجراحي
فيك ابتدأت صبابتي، وبك انتهت .. أنت ابتدأت صبابة الأرواح
بهذه المفردات العذبة والمعبّرة كتب الخاطر قصيدته (البوكمال) ليجعلنا نعيش معه تفاصيل القصيدة، كيف لا وشذى القلب غناها منشداً، فتوالت المشاهد بلذيذ انهمارها، مملوءة بالجمال والصور والحنين.
وفي (حوارية البرق اليماني) يكتب الشاعر كلماته بحلّة عروضها، ينقش أشعاره فتتدفق كزلال الينابيع، لم يكتفِ بحدود الوطن بل عبرته، لتبدو ندّية محملة بالعز والشموخ..
من ربوةٍ في الشام لليمن .. آت لأشهدَ صحوة الزمن
آت، وتسبقني خطاي إلى … حلمٍ أساكنه، ويسكنني
يا وحدة الشطرين لست هنا .. في معرض للشدو واللحن
فوق الحدارة وحدوهم قمم .. لان العدو فيها، ولم تلن
كوني لكل العرب منطلقاً .. للوحدة الكبرى بلا مننِ
فعيون أمتنا إليك رنت .. وقلوب أمتنا.. على اليمنِ
أما في قصيدة (بيرزيت تتكلم) فخاطب الخاطر الشاعر الشهيد كمال ناصر بعبارات مملوءة بالحزن والشجون والعنفوان ليؤكد من خلالها أن لا وجود من دون الوطن وأن الشهادة هي القيمة العليا والأسمى في حياتنا على هذه الأرض، وهي التي تطول بها عزة الأمة وعنفوان مجدها فيقول:
بعدما غرّبَ في الأرض وساح
وصل الغائب مكسور الجناح
لم يجد غيري حبيباً، ولذا نام وأغفى
يعرف الحضن الذي آواه صيفاً، وشتاء
يعرف الحزن جراحات المغني، ولذا يسأل عني
يكره الضوء المرائي، وعيون المخبرين
ولذا نام وأغفى، تحت جلدي وجلود المتعبين.
ولاشك أن الحديث عن الغربة كان حاضراً في بعض قصائد الخاطر، فهو يتحدث وكأنه يتلو علينا مواويل الغربة الموجعة، التي ركدت ألحانها تحت برد العواطف والحنين… ففي قصيدة (رحلة التعب) نقرأ :
حملت هموم أحبابي، عبرت الشطّ جوّالا
وخلّفت الفرات محبةً.. يجري، وموّالا
يهز خميلة القصب فتدبك فتية لا تعرف الرهبه
وتمتلئ الزنود السمر من طرب
معاضد تشعل الرغبه
عبرت الشط أرقب رحلة التعب وما تأتي به الأسفار
فكم يحكى عن الاسفلت والضوضاء
عن الجيرات فوق الجار، والأضواء
كم يُحكى عن البشر وعن شمس تُرى في الليل، من سهر
تثاءب خطوها، أفاق باستحياء
ليبلغ هالة القمر، حكايا دونها الأحلام في السحر.
يذكر أن الشاعر مروان الخاطر هو عضو اتحاد الكتاب العرب، عمل في الإذاعة والتلفزيون وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية ولديه العديد من الإصدارات في الشعر منها (نشيد الغربة) و(أغاني الفرات) إضافة لروايتين (دواس الليل) و(النار والفرقة).