ثورة أون لاين- حمص-رفاه الدروبي :
دأب المخرج سامر إبراهيم على البحث والتقصي عن الكوادر الشابة لرفد العمل المسرحي وعقد جلسات نقاش معهم، لكن الحجر الصحي جعله يتجه لتقديم أعمال مسرحية للجمهور المتابع، فانطلقت فكرة مسرح الحجر بناء على فكرة اقترحها أحد أعضاء فرقة المسرح العمالي الممثل الشاب سليمان الوقاف، حيث قدم المشاركون أعمالاً من روائع المسرح العالمي والعربي.
المخرج سامر إبراهيم أشار بأنه تبنى الفكرة وعممها على الفرقة، بحيث يقدم كل مشارك مونولوج مسرحي، وقد لقي تفاعلاً من أعضاء فرقة المسرح العمالي، وانتشر العمل عبر مقاطع تسجيلية عبارة عن فيديوهات تُعرض على الصفحات الشخصية لمواقع التواصل الاجتماعي، ثم بدأت المشاركات تتوسع لتشمل طلاب التمثيل في معهد الثقافة الشعبية بمديرية الثقافة إضافة لكوادر من مشروع شغف.
واعتبر المخرج أبو ليلى أن المبادرة تشجع الناس على البقاء في المنازل للمساهمة في الحجر الصحي والتوعية بمخاطر فيروس كورونا، لافتاً بأنها طريقة ممتعة ومفيدة لتسجية الوقت الطويل الذي تقضيه معظم الشرائح الاجتماعية في المنازل، ويحفز الناس على القراءة والبحث عن النصوص المسرحية للاطلاع عليها.
كما أردف بأن الاحساس بالمشاركة الجماعية تعطي القوة للتضامن إنسانياً في مواجهة العزلة والإحباط الذي ينتشر بسبب وباء كورونا، فالمشاركون من خلفيات متنوعة في الخبرة والأعمار والجغرافيا السورية، منوهاً بأن لديه ممثلين من فرقة المسرح العمالي بعضهم محترف وبعضهم في طريق الاحتراف، وشارك معه طلاب تمثيل من معهد الثقافة الشعبية التابع لمديرية الثقافة بحمص، ومشروع شغف بشقيه الأول والثاني، ومعظمهم من طلاب الجامعات، ويتم العمل حالياً على تطوير الفكرة لتشمل مشاهد تمثيلية متنوعة متضمنة بعداً توعوياً يخص الواقع الحالي للوباء، ويمكن مستقبلاً اختيار مجموعة منها لتقدم على خشبة المسرح عندما تتاح الفرصة وسنقوم بطرح نص (ست شخصيات تبحث عن مؤلف) للكاتب الإيطالي لويجي برانديللو.
أما المشاركون في المبادرة ومنهم مؤيد، فقد تحدث بأنه أحب المسرح والتمثيل، وراح يتخيل يكتب يسافر على الورق ويبحر مع حكاياته ويباشر بمشاريع نصوص من تأليفه يمزق الورق ثم يعود ثانية للمحاولة، إنه يبحث عن مرفأ لمشاريعه، مؤكداً بأن سفينته سترسو على شواطئنا هنيهة، حيث شارك بمقطع فيديو ضم مونولوج من تأليفه وتمثيل مؤيد العلي.
بينما شذا جربت التمثيل، وترك لديها أثراً خاصاً حيث قالت عن تجربتها: إن المسرح لم يحتل إلا نصيباً قليلاً لديها مقارنة مع ملوك المسرح، فكان كافياً ليجعل منها عاشقة له، لكنها تطوق شوقاً كي تصعده مرات ومرات… ووجدت بأن مساحة امتلكتها وعاشتها للحظات، وفي الوقت نفسه امتلكت نفسها وعبرت عن كل ما يجيش فيها.
وانبرت شذا الطرشة بتقديم مونولوج في الفيديو لشخصية من إحدى النصوص المسرحية لويليام شكسبير.
كما شبه ميمون سعد (طالب تمثيل) تجربته مع المسرح كالعاشق لأنثى مزاجية.. لحظة تتخليه يبكي من شوقه وتارة أخرى تضحكه كالأطفال، ويجد ضالته في الثالثة أثناء الحظر، فقدّم مونولوجاً في الفيديو من نص (انطونيو وكليوباترا لوليم شكسبير) بثَّه من منزله ووجّهه للأطفال، متابعاً حديثه عن مبادرته، حيث تتضمن فيديوهات للأطفال والكبار يُظهرون فيها مواهبهم وحبّهم للطفولة، ويقدم لهم بعض النصائح عبر مشاهد متنوعة بهدف تشجيعهم للالتزام بالمنازل، ويساعدونهم على استثمار الوقت بشكل ممتع ومفيد.