ليس صحيحاً أن كل ما يصرح به أصحاب الشأن أو يحاولون توضيحه وشرحه يصب في خانة إزالة الغموض والالتباس بشأن قضية ما من القضايا التي تهم الناس، بل هناك تصريحات وبيانات تصدر من قبل البعض تزيد الصورة التباساً، ومعظمهم يتبع أسلوب التهرب من المسؤولية ومحاولة إلقاء اللوم على الآخر وخلط الأمور بعضها ببعض، وغالباً ما يتجنبون الإجابة الصريحة عن الموضوع المطروح إلا إذا كان في صالحهم، بالمقابل هناك من لديه الرغبة والقناعة في الحديث بأدق التفاصيل، والإسهاب في الشرح والتوضيح لكنه غير قادر على تحقيق هذه الرغبة لاعتبارات ما، وتحسباً لتداعيات لا يريدها، وهناك من يكون صريحاً وواضحاً وليس لديه ما يخفيه، فكل الأمور عنده فوق الطاولة، وهؤلاء قلة قليلة نادراً ما نلاحظها ونتابعها، ونادراً ما تعبر عن ذاتها..!في غالب الأحيان يطل المعني بأمر ما خاصة عبر وسائل الإعلام المختلفة، وعلى وجه الخصوص الإعلام المرئي لمكاشفة الرأي العام ومصارحته، ووضعه في حقيقة ما يحدث، لكنه يقع فيما يخافه الناس من حيث عدم الشفافية والصراحة في عرض القضية وما إلى ذلك، بل يذهب إلى أكثر من ذلك فيستفز المتابع له (الذي هو بأمس الحاجة إلى الصورة الحقيقية) من خلال الإجابات المبهمة والدخول في تفاصيل وأحداث لا علاقة لها بالقضية المطروحة، أو في الحد الأدنى لا تقدم قيمة إضافية ولا حتى واقعية يشاركه في ذلك كله المقدم أو المحاور إن كان لقاء تلفزيونياً من حيث يدري أو لا يدري، وفي الاثنين مشكلة.
من تابع بعض اللقاءات والتصريحات للمعنيين في المؤسسات يتبين له بما لا يدع مجالاً للشك عدم نجاحها بالشكل المطلوب وتحقيقها ما ينتظره المواطن، كما أنها لم تقدم الأجوبة الشافية عن الكثير من القضايا الخدمية والحياتية التي تهمه خاصة في مثل هذه الظروف التي نحن بأمس الحاجة فيها إلى المكاشفة والمصارحة وبناء الثقة وتعزيزها .
حديث الناس- هزاع عساف