رمضان هذا العام مختلف بسبب التزامنا بيوتنا.. فهل يكون مميزاً ومختلفاً جداً عن سابقيه؟ سؤال بدأ يشغل أذهان الكثيرين منا في ظل أزمة وباء كورونا التي تجتاح معظم دول العالم والتي كان لها تداعيات سلبية على الحالة النفسية لعموم الناس، لجهة تنامي حالة العصبية والنزق عند البعض .
ذلك أن بقائنا في المنزل لأسابيع طويلة في إطار الإجراءات الاحترازية للتصدي لهذا الفايروس القاتل، قد دفعنا الى دوامة لا تنتهي من التوتر والخوف والقلق، ليجيء رمضان ويدخل معنا الحجر حاملاً معه نفحات وشحنات كثيرة من التفاؤل والطمأنينة والهدوء النفسي.
لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه في هذا الشأن، هل ستؤثر قيم ونفحات رمضان المبارك فينا؟ أي هل ستنعكس رسائل وقيم ونفحات رمضان على سلوكنا وتصرفاتنا الاجتماعية في أجواء وظروف البقاء في المنزل وعدم الخروج والتواصل مع الاخرين؟ وهل سيستطيع شهر رمضان تعديل مزاجنا الذي عكره وباء كورونا؟ لاسيما أنه شهر التسامح والمحبة والخير والتواصل الاجتماعي.
أم أن العكس هو الذي سيفرض نفسه على الكثيرين منا، حيث يتوقع أن تنتصر الآثار والإرهاصات السلبية التي خلقتها جائحة كورونا، وفي مقدمتها بقاؤنا في المنزل أياماً وأسابيع مصحوباً ذلك بالتوتر والقلق.
هو امتحان جديد لقدرتنا على الصبر والتحمل واستثمار طاقاتنا الإيجابية برغم كل الظروف الاستثنائية الصعبة التي لا تحيط فينا فحسب، بل تحيط بمعظم دول العالم، وهذا يكون بالمواظبة على الهدوء والصبر النفسي قدر الإمكان والابتعاد عن كل ما يؤدي الى العصبية والمشاحنات والصراعات الاسرية، خاصة من قبل الام والأب، كما علينا جميعاً التقاط كل صور الرحمة والتسامح التي يجب أن تسود أيام رمضان على وجه الخصوص.
رمضان شهر الخير والمحبة ويجب ألا تعكر صفوه أجواء كورونا، بل على العكس من ذلك تماما، فإنه يفترض أن يكون هذا الشهر الفضيل كابحاً لعصبيتنا ونزقنا ومللنا، وداعماً لتفاؤلنا وحرصنا على حماية أنفسنا ومجتمعنا من كل الامراض والاوبئة.
فردوس دياب