حيتان المال

تولدت قناعة ربما لدى الكثير من السوريين بأن البطاقة الذكية التي أصبح يطلق عليها الإلكترونية جاءت لتعقد الأمور وتجعل الحصول على المواد والخدمات المختلفة التي تقدمها عملية معقدة أو متعبة خاصة أن الحصول على أي من الخدمات أو المواد عبرها يعني الانتظار والوقوف في طوابير طويلة حتى أن البعض بات يطالب بإلغاء هذا المشروع..

المشكلة أن الكثير ممن يهاجم البطاقة لا يبحث في الأسباب التي دفعت لتطبيق هكذا مشروع وهنا بيت القصيد فالمسألة لا تتعدى إطار إيصال الدعم لمستحقيه بشكل لا يتحمل أي خطأ أو هدر في زمن الحرب والحصار والمقاطعة وفي وقت ليس فيه بحبوحة مالية وفائض بالموارد فإيصال الدعم لمستحقيه ضرورة ملحة وهنا سأتطرق لبعض الأمثلة والتي تؤكد صحة هذا الطرح وعلى سبيل المثال فإن سورية كانت في سنوات قبل الحرب تستورد المشتقات النفطية للداخل ودول الجوار على اعتبار أن التهريب هو واقع حتى أن بعض المحافظات في زمن الحرب كانت تزيد طلباتها اليومية من المحروقات ٢٠ % لأنها كانت تهرب وكذلك الأمر بالنسبة للخبز المدعوم الذي كان متاحاً للمستحقين وغيرهم من المقيمين الأجانب..

لعل الكثير لا يعرف أن البطاقة الآلية ومنذ أن اصبحت معنية بتوزيع المشتقات النفطية توقف سوق التهريب بشكل كامل وكذلك الأمر بالنسبة لمخصصات المخابز التي كانت تشهد هدراً كبيراً يقدر بالملايين وربما المليارات وعليه فمن الطبيعي أن يلاقي هذا المشروع معارضة شديدة من المستفيدين على حساب المواطن والدولة في آن معاً إلا أن المشكلة أن هؤلاء يتعاملون في عدائهم المبرر لهذا المشروع بذكاء فهم يتلطون وراء معاناة البعض من الإرباكات التي تواجههم اثناء حصولهم على الخدمات المجانية التي يقدمها المشروع للضغط على الدولة لإيقاف هذا المشروع..

علينا أن نعي جميعاً جوهر وحقيقة الموضوع وأن لا نكون أداة لحيتان المال وأثرياء الظل بالوعي والتفهم خاصة أن الوقت الحالي عصيب فالموارد لا تسمح برفاهية حصول غير المستحقين لدعم الدولة…

على الملأ – باسل معلا

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار