في ظل الظروف التي يمر بها العالم, لايمكن لأحد إلا أن يشعر بالمسؤولية تجاه ما يجري، فالأمر ليس مزحة, ولا هو لعبة تنتهي بإعلان صافرة ما لحظة الخلاص, كل المؤشرات المتراكمة تدل على أن الجائحة التي تكاد أن تصل مرحلة الوباء خطر جدي, على العالم أن يتحد لمواجهته والعمل على الحد من انتشاره.
منظمة الصحة العالمية تدق جرس الإنذار مرات ومرات, ومراكز بحث عالمية تفعل الأمر نفسه, لكن اللافت في الأمر أن ترامب وإدارته وحدهم من يقف خارج السرب, وكأن شيئاً لم يكن, تصل الإصابات في الولايات المتحدة أرقاماً مخيفة, وما تكاد تنتهي من قراءة الرقم المسجل; حتى يرتفع الرقم من جديد.
لكن الأمر لا يعني غطرسة البيت الأبيض, وكأنه كان ينتظر مثل هذا الوباء لينفث أحقاده على البشرية كلها, الأمر خرج من نطاق السيطرة في أميركا, ومع كل ما اتفقوا على تخصيصه للخروج من المشكلة, يبدو أن الأمر الأهم لديهم هو ماذا سوف يحقق ذلك من مكاسب مالية, كم سيصب في خزائن ترامب؟
وإذا كانت الإدارة الأميركية لا يهمها ما يجري على أرضها, فكيف ستهتم بما في العالم, جنودها يفتك بهم الوباء, ولاتحرك ساكناً, بل ربما تقدمهم كسلاح جرثومي ينشر الموت حيث هم, في المحيطات والبحار, والأراضي التي يحتلونها ويفرضون وجودهم بقوة السلاح.
إدارة لا تأبه لنداءات مواطنيها وجنودها, كيف لها أن تتحدث عن المسؤوليات الأممية, ومن الذي سوف يأخذ بما تهرف به؟ ربما كان البعض سابقاً يمضي في ركبها, لكن ما يجري عرّى كل زيفها, وفضح أضاليلها, بل يمكن للمرء القول: إنه وباء وجودي ومرضي لا يمكن للعالم أن يصل بر الأمان إلا عندما تعود واشنطن إلى لحظة العقل والفعل الحقيقي بالوقوف مع العالم ليس بالأكاذيب, بل بالفعل والعمل, وإلى أن يكون ذلك سيبقى الوباء الأميركي أخطر من كل الأوبئة الأخرى.
البقعة الساخنة- ديب علي حسن