ثورة أون لاين _ فاتن أحمد دعبول
رغم ظروف الحجر الصحي الذي فرضه الوباء “الكوروني” استطاع صناع الدراما وعلى إيقاع الخطر والقلق ومداهمة الوقت أن يقتنصوا اللحظات لتقديم موسم درامي رمضاني جرياً على عادتهم في كل عام، لأن هذا الطقس أو العرف بات يشكل ركيزة ثابتة وكأنه وعد قاطع ومبرم لا يمكن اختراقه مهما عاندت الظروف أو تمردت على الواقع، علماً أن شهور السنة بأكملها تفتح ذراعيها لتحتضن أي عمل وتثمنه عندما يتوفر لديه مقومات العمل الناجح.
ولا يختلف اثنان أن نجاح أي عمل درامي لا يمكن أن يكون مرهوناً ببثه وعرضه في شهر رمضان حصراً، ولكن هذا القرار المسبق الصنع لا ندري من أسس له وكرسه في عالم الدراما والفضاء معاً.
وعلى كل حال لا يمكن تجاهل الجهود التي بذلها القائمون على الدراما “ممثلون، مخرجون، منتجون..” لتسجيل حضورهم على سماء الفضاءات الفضية، ولكن هل استطاعوا حقاً أن يسجلوا الحضور ذاته عند الجمهور المتلقي؟ وهل كان هذا المتلقي البوصلة التي يتوجهون إليها في أعمالهم الدرامية، يجوبون معه في أجندة طافحة بالمعاناة؟ أم أنهم يغردون خارج سرب الواقع ليحاكوا مجتمعات وأفكاراً وقيماً لا تشبهنا ولا تمت لنا بصلة “الخيانة، العنف، الجريمة..”.
وهنا ربما قائل يقول إن الحكم على الأعمال مازال مبكراً، لأننا مازلنا في البدايات، والتعميم أيضاً فيه شيء من الإجحاف وعدم الموضوعية، هذا صحيح، ولكن من يطلع على مضمون الأعمال -في بعضها طبعاً- يجدها وقد افتقرت إلى الوعاء الأخلاقي، وخصوصاً أنها في متناول العائلة جميعها على اختلاف المراحل العمرية، هذا جانب، ولا أدري لماذا يصر العاملون في الشأن الدرامي أن تكون الحلقات تحديداً ثلاثين حلقة ما يؤدي إلى إطالة بعض المشاهد دون أن يخدم ذلك الهدف أو الفكرة، في الوقت الذي يمكن اختصار العمل إلى عدد حلقات مكثفة وغنية تفي بالغرض.
لست بالناقد الفني ولكنها عين المشاهد والمتلقي ولسان حال شريحة كبيرة يهمها أن ترتقي درامانا إلى مستوى يليق بماضيها العريق، وصدق من قال: إن «الدراما هي الحياة بعد إزالة الأحداث المملة».