ليس أمام أميركا إلا الانتحار

ثورة أون لاين _ د. عبد الحميد دشتي

عندما قال سيد المقاومة في مقابلة لسماحته مع محدثه منذ أشهر على قناة الميادين وباختصار شديد: إذا دخلت أميركا والدول النفطية وكل محورها الحرب النفطية فستخرج مهزومة وإيران ستنتصر.. مردفاً: “اكتب هذه ليست تنبؤات”، والآن وبعد ان انخفض سعر برميل النفط الآجل الى سلبي 37 دولار للعقود الآجلة لأول مرة منذ اكتشاف النفط يمكننا ان نتصور مدى قصر نظر دول اوبك في تعاملاتها النفطية مع هذه السلعة الآيلة أصلاً للنضوب في يوم ما، ومدى جشع تلك الدول في استخراج النفط ما ادى الى عجز هائل في تخزينه مقابل انخفاض الطلب عليه نتيجة للانهيارات الاقتصادية التي تعانيها كل الدول في العالم (المنتجة والمستهلكة والمستوردة)، وحتى الدول المنتجة باستثناء تلك التي نوعت اعتماد اقتصادها وتحررت من الدخل الاحادي واعتمدت على مصادر اخرى حتى في ظل الحصار الاقتصادي، ومنها ايران التي قد تكون الدولة المنتجة الوحيدة للنفط التي وجدت طرقاً اخرى للتصدير في ظل الحصار الخانق.
لا بل واثبتت انها اكثر قوة وهي كغيرها تعاني انتشار الوباء عندما اطلقت اول قمر صناعي عسكري (نور 1) ضمن منظومة “قاصد” بأنها قادرة على البقاء وماضية في تطوير تكنولوجيتها لمواجهة كل التحديات والتهديدات التي تشن عليها والتي تصاعدت مؤخرا وبشكل غير مسبوق، كما انها ماضية في الاعتماد على نفسها وليس على غيرها من الحلفاء الذين تدرك ان لهم حسابات خاصة كدول تتقاطع تحالفاتها مع اميركا واسرائيل، وارتقت بذلك بأبعاد جديدة من القدرة الدفاعية، فأصبح بإمكانها الرصد من الفضاء العالم بأسره ما يعني توسيع نطاق المعلومات والبيانات الاستراتيجية.

وأهم أثر سيحدثه هذا الانجاز هو اقناع (دول المنطقة) بأن المراهنة على ضعف ايران مراهنة فاشلة.

وبطبيعة الحال لن تكون أميركا ولا اسرائيل مرتاحة لمثل هذا الحدث الكبير، وستحاول بشتى الطرق ان تشن حملة دعائية على ايران لامتلاكها هذه التقنية الجديدة، والمتوقع أن تثير الكثير من الاشاعات والتخرصات، لكن هذا الاسلوب سيكون فاشلا كما فشل سابقاً.

ولنعد الى انهيار اسعار النفط الذي هز العالم النفطي وبدا انه مفاجئ، فإن هذا الانهيار لم يكن بسبب المخزون الهائل في اميركا وهي الدولة الاكثر استهلاكاً له، فالاسعار كما يعرف الخبراء لم تكن في يوم من الايام نتيجة العرض والطلب وإن كان هذا العامل مؤثراً، بمعنى انه جاء نتيجة انخفاض تصدير النفط نظرا للشلل الذي اصاب الناقلات، فالاسعار كما هو معروف هي اسعار سياسية بامتياز، وستكون دول الخليج الملتحقة كلياً بالسياسة الاميركية والمرتهنة لها بذريعة حمايتها من اعداء وهميين من اختراع اميركا اكثر الدول المتضررة من السياسة الاميركية الهمايونية.

لقد اصبح انهيار العالم الحالي بتركيبته وشيكاً وقد بدأ من اميركا التي تعاني انهيارات في كل المرافق وعلى مستوى الولايات، ولم يعد امامها الا الهروب الى الامام بشن حرب اقرب الى العالمية مع الصين العدو التاريخي الاقتصادي لها منذ زمن بعد ان سيطرت الصين على معظم اسواق العالم، وضد ايران التي تعيش استقلالاً حقيقياً يؤهلها للعب دور كبير يحد من الهيمنة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط، وهذه الحرب ليست اقتصادية كما يتوهم البعض، بل عسكرية ومباشرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

وإن غداً لناظره قريب.

آخر الأخبار
المحامي عبدالله العلي: آلية الانتخابات تحاكي المرحلة وبعض الدوائر تحتاج زيادة في عدد "الناخبين" تطوير صناعة الأسمنت محلياً.. أولوية لإعادة الإعمار استعراض أحدث التقنيات العالمية في صناعة الأسمنت وتعزيز الشراكات الانتخابات التشريعية خطوة راسخة في مسار بناء الدولة الحديثة تعزيز الوعي الديني وتجديد الخطاب الدعوي.. تبادل الخبرات في المجالات الدعوية والتعليم الشرعي مع السعودية مهرجان "ذاكرة القدموس" للتراث اللامادي يختتم فعالياته الانتخابات البرلمانية.. آمال بتغيير النهج التشريعي وترسيخ الشفافية سوريا تشارك باجتماع مجلس إدارة الاتحاد العربي الرياضي بالقاهرة      تطلع أردني لتدريس مهن الطيران في سوريا يفتح آفاقاً جديدة   "سوريات" يسقطن الحواجز ويعملن سائقات "تكسي"  مستقبل سوريا يُنتخب.. والشمال يشهد البداية صيانة طريق أتوستراد اللاذقية- أريحا عودة 70 بالمئة من التغذية الكهربائية لمدينة جبلة وقفة تضامنية لأهالٍ من درعا البلد مع غزة "الصحة العالمية": النظام الصحي في غزة مدمر بالكامل  تعزيز استقرار الكهرباء في درعا لتشغيل محطات ضخ المياه الرئيس الشرع يصدر حزمة مراسيم.. تعيينات جديدة وإلغاء قرارات وإحداث مؤسسات  انتخابات مجلس الشعب محطة فارقة في مستقبل سوريا  مرسوم رئاسي باعتماد جامعة إدلب.. خطوة استراتيجية لتعزيز التعليم العالي