مع بداية العام الدراسي، وفي ظل مستجدات الواقع، وما نحصده اليوم من تبعات تحريض ضعاف النفوس للنيل من وحدة الشعب وتعاضده، وانعكاس ذلك روحاً ومادة، حتى على براعم الأمل لمستقبل تتوحد فيه الآمال، بنجاة أكبادنا من تردداته غير البريئة.
في ظل هذا الواقع تثور تساؤلات تحاكي أكثر القضايا جوهرية، ألا وهي أي جيل نبني؟ وهل نحن جديرون للنهوض ببناء الإنسان القادم؟ بل هل كنا أصلاً على قدر هذه المسؤولية الجسيمة؟ ذلك أن تربية الأجيال من الأمورالأهم لدى الأمم، ولا بد أن تقوم على أساس من المنهج السليم، والعقيدة الصافية، التي لا يخالجها شائبة، وهنا تبرز أهمية المربي المتمكن من محاكاة الأبناء، ومعرفة اهتماماتهم، وتعزيز الإيجابي، ونوعية الأنماط السلوكية التي نوجههم إليها، والأفكار والمعطيات الثقافية والعقائدية التي نحفزهم على تشربها منذ الصغر.
وإذا كانت الأسرة، والمدرسة، والمعلم، يمثلون أركان النجاح في بناء الأجيال ضمن إطار مجتمعي، فإن للمعلم اليوم الدور الأبرز في ظل التحديات التي تواجهها الأسرة، إذ تشكل اتجاهات الطفل وميوله وفق معايير معينة، والمفترض أن يعينها المعلم على تكوين النظرة السليمة للحياة، وللمواطنة في ظل مجمل الأحداث الساخنة في مواقع مختلفة من سوريتنا.
إن المدرسة تؤكد على المفاهيم التي تربى عليها الناشئة في الأسرة، وللتذكير بأنها تنهض بالتربية والتعليم معاً، باعتبارها مكان القدوة والتجدد بالتفكير، وهنا يعتبر المعلم اللبنة المفصلية في بناء الأجيال، وصمام القيم الأخلاقي، لأنه الأساس الفاعل على مسرح الحياة في تعزيز قيم وطنية سليمة، وبالتالي فإن الجيل أمانة كبرى في أعناق المعلمين، كما هو لدى الأسرة والمجتمع.فبناء الإنسان أمانة في أعناق المعلمين والمعلمات، وهو ما يتطلب استشعار مسؤولية عملهم في إعداد الأجيال علمياً وسلوكياً ووطنياً، بما يضمن استقرار الوطن ورقيه.
إن المعلم هو الجندي الذي يقف في الخندق الأول. وصاحب الرسالة الأهم في بناء الإنسان، فهل يعي المعلمون أهميتهم في تحصين المجتمع من عوامل التشويه، والتفكك، والضياع الأخلاقي؟