من البديهي أن الألمان اكتشفوا بعد سقوط الرايخ الهتلري أن رياضتهم كانت مزيفة ومجرد بروبغندا، مثلها مثل سائر القطاعات التي يلمع بها الاستبداد نفسه، ويحاول الضحك على الشعب في الوقت الذي يقمعه فيه، فلا ينتج سوى عدم الكفاءة والفساد، ولهذا كان عليهم ترك الرياضة القديمة تذهب في مهب الرايخ، وبناء رياضة جديدة وليس إعادة بناء القديمة، لأن أسسها لا تصلح أصلاً لإعادة البناء.
ليست هذه النظرة سوداوية وتشاؤمية كما يحاول البعض إقناع نفسه، متذرعاً أن الرياضة السورية لا ينقصها سوى القليل لتصل إلى مصاف الآسيوية والعربية، وهذا الفهم التراكمي يعيق البناء لا في الرياضة فحسب، بل في جميع القطاعات.
إذا لم أحسم وأجزم أن بيتي لا يصلح للسكن، فلن أتحرك وأبني بيتاً غيره، وسأظل أعاني من عدم اتخاذ قراري والعيش بصعوبة، وهذه المنهجية، أي التفكير بالبناء وليس إعادة البناء هي التي ترفع سقف ووتيرة العمل على أساسات صحيحة.
البدء بالرياضة من بنيتها التحتية وليس الفوقية، وعدم هدر المال على محاولة تطوير عنصر بشري لا يتطور مهما أنفقت عليه فقط لأنه الموجود والمتوفر حالياً، وهنا لا نعمم قطعاً فإن لدينا الكثير من الخبرات والمواهب، وبالمقابل لدينا أكثر من الكثير من تركة العنصر البشري غير المفيد والمترهل في جميع المفاصل الرياضية، إدارياً أو فنياً أو على مستوى اللاعبين.. الخ.
للنظر للأمر من هذه الزاوية، كي أستطيع التطور فعلي الجزم بأنني لا أمتلك شيئاً وأنظر للوحة على أنها فارغة، وعليّ ملؤها وليس ترميم النواقص فيها، وما ينطبق على العنصر البشري ينطبق أيضاً على البناء وغيره، وبما أن الساحة فارغة فعليّ الاعتماد على خبرات الآخرين، هكذا فقط أبني رياضتي ولتذهب الماضية في مهب الرايخ!