ثورة أون لاين:
بالوقت الذي يحتفل فيه عمال العالم غداً بعيدهم العالمي نجد العاملين في المؤسسات الصحية على اختلاف اختصاصاتهم من ممرضين ومخبريين وغيرهم إلى جانب الأطباء يعملون بكل طاقتهم مترجمين قداسة مهنتهم بكل مسؤولية لضمان الأمن الصحي للجميع غير أبهين بالمخاطر التي تفرضها عليهم ظروف العمل في الأزمات والأوبئة وآخرها التصدي لفيروس كورونا المستجد.
عمال الصحة في سورية يستكملون دورهم الوطني الذي أدوه بكل مسؤولية وتضحية خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية كرديف للجيش العربي السوري ونجدهم اليوم في الخطوط الأمامية لمجابهة فيروس كورونا وحماية الصحة العامة.
وتختزل الممرضة عفراء أبو خالد صور الواجب والتضحية التي يتطلبها العمل في هذا القطاع كونها من الكوادر الصحية العاملة بمشفى الزبداني في ريف دمشق الذي يقدم فيه اليوم العلاج للأشخاص المصابين بفيروس كورونا حيث أشارت إلى أن طبيعة عملها تتطلب ارتداء بدلة واقية كاملة لمدة تتجاوز خمس ساعات خلال وجودها بغرفة المصاب بالفيروس لتقديم العلاج له مؤكدة أنها باتخاذها مع زملائها في العمل لكل الاحتياطات الوقائية لا تشعر بأي خوف وهي تقوم بواجبها وتتعامل مع المرضى وتقدم لهم الدعم النفسي أيضاً.
“منذ أن دخلت مدرسة التمريض وأنا على دراية بالصعوبات التي يمكن أن تواجه العاملين بهذه المهنة وما تفرضه ظروف العمل خلال الحروب والأوبئة لكنني أقوم بعملي منذ خمسة عشر عاماً بكل مسؤولية فلا سعادة تتحقق أكبر من سعادة المساهمة في شفاء مريض وإنقاذ حياته” بهذه العبارة تصف الممرضة بقسم العناية المشددة في مشفى ابن النفيس بدمشق دارين شمحل العمل بمهنة التمريض التي بات العاملون فيها خط الدفاع الأول هذه الفترة لضمان الأمان الصحي للمجتمع ومواجهة فيروس كورونا.
وفي قسم عزل المرضى المشتبه في إصابتهم بالفيروس في مشفى ابن النفيس تعمل الممرضة مايا داود لمدة 32 ساعة تفصلها 6 ساعات استراحة لمراقبة وضع المرضى المشتبه في إصابتهم بكورونا حيث أشارت داود التي تعمل بهذه المهنة منذ تسع سنوات وهي متزوجة ولديها أطفال إلى أن العمل خلال هذه الفترة بات يتطلب ساعات أطول بالدوام وأخذ كامل إجراءات الوقاية الشخصية حيث يتوجب علينا ارتداء البدلة الواقية خلال وجودنا بقسم العزل للحفاظ على سلامتنا وسلامة عائلاتنا مؤكدة أنها تقوم الآن بواجبها اتجاه المرضى لحماية أبناء الوطن ومنع انتشار العدوى.
ومن مخبر التحاليل الطبية بالمشفى بين كل من المخبريين بشار تقلا وجنان العيد أن الكوادر الطبية بمختلف اختصاصاتها تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في مواجهة فيروس كورونا كل بحسب طبيعة عمله مشيرين إلى أن ضغط العمل ازداد بالمخبر الأمر الذي تطلب ساعات إضافية أخرى من العمل إلى جانب الحذر والانتباه لمنع نقل أي عدوى مرضية عبر اتخاذ كل الإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامات والقفازات مؤكدين أن العيد الحقيقي لأي عامل هو ما يقدمه من إنتاج خلال عمله ومدى ما يسهم به في تأمين السلامة والصحة للمجتمع.
رئيس قسم التمريض بالمشفى نذير الحمصي أوضح أن طبيعة العمل في المؤسسات الصحية اليوم تتطلب الاستنفار الكامل لمختلف الكوادر الطبية من ممرضين وفنيين وخاصة في أقسام الإسعاف والعناية المركزة وقسم العزل الذي خصص بكل مشفى لاستقبال المرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا مؤكداً جاهزية الكوادر الصحية للعمل بكل طاقة وتفان مع أخذ كل الإجراءات الوقائية داعياً أفراد المجتمع إلى الالتزام بكل قواعد النظافة والإجراءات التي فرضها الفريق المعني بالتصدي للفيروس لسلامتهم وسلامة الكوادر الطبية.
واعتبرت رئيسة نقابة التمريض والمهن الصحية والطبية المساعدة يسرى ماليل أن ما تقدمه الكوادر الطبية والصحية خلال هذه الفترة وهم يتصدون لفيروس كورونا هو واجب وطني مكمل لدورهم خلال السنوات الماضية من الحرب الإرهابية الظالمة على سورية حيث كانوا إلى جانب بواسل الجيش العربي السوري واستشهد وجرح العديد من الكوادر جراء استهداف الإرهابيين للمنشآت الصحية لافتة إلى أن عيد العمال هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة لكونه يأتي متزامناً مع الوباء العالمي الذي هدد عمال العالم واقتصاداته والعمال في القطاع الصحي هم جزء من الطبقة العاملة التي تعمل لتأمين مقومات الصمود الوطني.