ثورة أون لاين – بقلم: مدير التحرير أحمد حمادة:
وباء كورونا القاتل أرعب البشر، وقلب حياة الشعوب والدول والحكومات رأساً على عقب، وبدلّ الكثير من المفاهيم والعادات، وضرب الاقتصاد العالمي بالصميم، فلم تنج دوله واحدة من آثاره المدمرة، وهذه العناوين ومعها الكثير أيضاً باتت معروفة للقاصي والداني.
ولكن بالوقت نفسه جاءت آلية التعاطي العالمي مع الوباء لتعري حكومات الغرب على حقيقتها، وتكشف متاجرتها بالإنسانية وحقوق الإنسان، وتفضح نهجها الاستعماري الذي لا يعير أي اهتمام يذكر للقانون الدولي الإنساني أو الأخلاق الإنسانية.
فقد فضحت تلك الآلية زيف شعارات أميركا حول (التضامن العالمي) ومدى كذب إعلامها حول ضرورة (مد جسور التعاون بين الجميع) لتجاوز آثار الوباء المدمرة على كوكب الأرض، وأظهرت الشهور الماضية كم كانت دول الغرب وعلى رأسها أميركا أنانية وجشعة.
فواشنطن وحلفاؤها صمّوا آذانهم عن مطالبة العالم لهم بصحوة ضمير تنهي عقوباتهم الظالمة على الشعوب، وظهر أن همّ ساكن البيت الأبيض وأمثاله منصبٌ على الاستثمارات بالوباء واللقاح وتحقيق جشع شركاتهم الاحتكارية وجني الأرباح، كما ظهر أن تنفيذ أجندات عدوانهم وتسعير إرهابهم وقذف سيناريوهات حروبهم المدمرة إلى الواجهة تحت حجج وذرائع اقتصادية واهية فرضها انتشار الوباء هي أولوية الأولويات لديهم.
كما عرّت عقوباتهم الجائرة على سورية وكوبا وفنزويلا وإيران سياساتهم العدوانية، فقد كان الحفاظ على مصالحهم الجيو سياسية فوق أي اعتبار إنساني، ومواصلة تحكمهم بالعالم ومقدراته وثرواته ومستقبله وتسيدهم عليه (ولو كان على حساب حياة البشرية جميعها) لا يعلوه هدف آخر.
كم كان (مجتمعهم الدولي) الذي روجوا لسيادة التضامن بين أعضائه (متصدعاً) في زمن كورونا؟! تماماً كما كان حاله أيام أزمات المناخ وثقب الأوزون، والنزاعات المسلحة، وحقوق الإنسان، والعدالة المفقودة، لأن أميركا لها رأي آخر في كل هذه القضايا وغيرها، ولها أجنداتها التي تريد تمريرها على حساب الأمم والشعوب وحياتها ومصائرها، دون أن يدركوا أن مساحيق التجميل التي طلوا بها وجوههم ذابت كلها وأظهرت مدى قبحهم وبشاعتهم؟!.