ثورة أون لاين- لجينة سلامة:
مع كل احتفال بيوم السادس من أيّار عيد الشهداء تتجدد الذكريات المتّقدة دائماً بأرواح الذين غادرونا أجساداً وارتقوا شهداء وصاروا قناديل مضيئة في حياتنا، نستمد من نورها القوة والثبات على طريق الحق ونستلهم من تضحياتهم المشرفة النموذج الأمثل لقيمة الشهادة وقدسيتها.
مع كل احتفال بعيد القديسين ومع كل يوم تتمثّل صور الشهداء الأبرار في عقول محبيهم كما هي في قلوبهم، صوراً حيّة تُجسّد حبّ الوطن وكيف يكون الاستبسال من أجل الكرامة الوطنية والعزة والشرف، وكيف يكون حبّ الوطن تضحية عندما ترخص الأرواح كي يبقى حراً أبياً.
الاحتفال بعيد الشهداء هذا العام وغيره من الأعوام السابقة وبالذات في سنوات الحرب، يجدد الحزن في القلوب ويُثير مشاعر الشوق أكثر وأكثر لمن رحلوا، وخاصة أن سنوات غياب البعض منهم وعلى كثرتهم هي من عمر سنوات الحرب العدوانية، التي تشن على سورية: سورية منذ عشر سنوات التي اجتمعت ضدّها قوى الشر والعدوان للنيل من استقرارها واستقلالها، ولم تستطع بفضل صمود السوريين وبسالة أبطال الجيش العربي السوري الذي لم يخف الموت وهو يواجه أعتى أنواع الإرهاب، فكانت قوافل الشهداء المكللة بالعلم الوطني تزنرها أوسمة الاستحقاق، أوسمة الارتقاء إلى حيث يكون المجد الأعلى.
في السادس من أيار وإن كانت العيون حبلى بالعبرات، إلا أنها عبرات الافتخار ممزوجة بالاشتياق لمن مهدوا لنا السبيل كي نعيش بأمان واستقرار، ولمن آثروا بحياتهم كرمى أن تصان ضحكة الأطفال من الغدر والخوف، هي عبرات عز واعتزازعلى من اصطفاهم الله لأن يكونوا من حاملي قداسة قيمة البقاء، البقاء في القلب والوجدان، وفي العقل والذاكرة.
فالسلام على أرواح الشهداء السابقين واللاحقين، والسلام على أرواحهم مع كل نصر مؤزر يحققه البواسل الشرفاء، والسلام على أرواحهم مع كل صباح ومساء آمنين بفضل تضحياتهم، والسلام السلام لسورية الحبيبة، سورية الأبية.