حتى فترة وجيزة كنا نعتقد أن الجانب الرسمي في بعض مشيخات النفط والأعراب وحده من يغض الطرف عن التهويد للقدس بعد اغتصابها من قبل الكيان الصهيوني ومحاولات التخلص المبرمج من عروبتها.
لكن الصدمة كبيرة في أن تتبنى العديد من المؤسسات الثقافية والفنية والإعلامية مع بعض المأجورين للبترودولار مسؤولية تهويد الثقافة والذاكرة الإنسانية للشعوب حول فلسطين والقدس العربي، “أم هارون “بعد تغيير التسمية عن “أم شاؤول”
اعتقد القائمون على العمل الدرامي في مجموعة ام بي سي بأن اسم المسلسل قد يثير حفيظة البعض، وكأن تلك المراوغة في التسمية يمكن لها أن تُبعد الشكوك عن غاية وأهداف هذا العمل الذي يزوّر التاريخ ويقلب الحقائق، ويقدّم فيه أشباه المثقفين خدماتهم المأجورة في الترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي عجز هو وأنظمة الخنوع والانحطاط العربية عن تحقيق ذلك على المستوى الشعبي العربي…
مجموعة ام بي سي رفضت كل النداءات التي دعت لإيقاف هذا المسلسل مع مسلسل “مخرج 7” ضاربة عرض الحائط كل التنديد والاستنكار من قبل كل الحشد الشعبي والرسمي الرافض لهذين العملين حتى من ضمن دول الخليج نفسها ممن رفضوا الارتهان لسياسات حكوماتهم…
للأسف بعد مرور قرنين من الزمن تُنفّذ رؤية هرتزل مؤسس الصهيونية بتدمير كل أثر لتاريخ المدينة الكنعانية العربية الأصيلة في القدس لإفراغ القدس من عروبتها..
المفارقة أن الكيان الصهيوني بذل جهوداً مضنية للبحث عن جذور له في القدس وعن الهيكل المزعوم فلم يجدوا شيئاً ولن يجدوه.
هذا الاختبار الدرامي لقي حتفه وفشل فشلا ذريعا في الوجدان العربي، لأن هذا الوجدان لايزال يختزن تعلّقه بالقدس والأقصى..
القوة الكامنة في الوجدان العربي كل ما نحتاجه فعل ثقافي يحرّك سكونها لاستنهاض الهمم واستعادة القدس، كما في العمل الدرامي الثقافي التاريخي المقاوم “حارس القدس”.
وكما في الفعل المقاوم “انتصار تموز “،فهل نتوحد يوما ونكسر كل القيود ونعيد الألق لقدسنا وكل مقدساتنا،
رؤية- هناء دويري