ما سببه فيروس كورونا من ضائقة مفاجئة لم تكن في وقتها سواء على نفوس السوريين المتعطشين لعودة الحياة الطبيعية لأغلب المناطق أو لجهة استعادة النشاط الاقتصادي و التجاري لعافيته بعد سنوات طويلة من الحرب العدوانية المستمرة على بلدنا.
بعد مرور الوقت في ظل عدم وجود دواء أو لقاح معين، أتى الخيار الصائب في عودة مجمل الحياة ولو بشكل جزئي إلى طبيعتها ليثلج القلوب، وينقذ الحياة الاقتصادية وحتى الاجتماعية، فالأثر المادي والنفسي والصحي على المواطن يتجاوز بكثير تأثيرات الفيروس.
إن اجتماع السيد الرئيس بشار الأسد مع الفريق الحكومي المعني بإجراءات التصدي لفيروس كورونا وضع النقاط على الحروف للتصدي لعدد من من القضايا الشائكة وفي مقدمتها فيروس كورونا و ارتفاع الأسعار،و يعول عليها أن تكون نقطة انطلاق مفصلية على مستوى عمل مؤسسات التدخل الإيجابي وتأكيد آخر على أهمية الاعتماد على الذات والإدارة الصحيحة للموارد واستثمارها بالشكل الأمثل وبما يواكب التطور التكنولوجي العالمي الذي لا مفر منه في واقع الحياة العامة.
وخلال اليومين الماضيين شهدت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تحركاً واضحاً سواء باتجاه تسجيل ضبوط نوعية ومنها ربما يسجل لأول مرة بالتوازي مع اجتماعات مكثفة وعالية الأهمية مع مختلف الجهات المعنية لتحسم بشكل فعلي محاور العمل، وتخرج بنتائج قابلة للتنفيذ على الأرض ولعلها تكون الدواء الشافي لوجع المواطن من تراجع الحياة المعيشية وطمع التجار.
ووفقاً لمختلف المؤشرات ثمة تفاؤل كبير بأن ما ينجز هذه المرة ستكون نتائجه رادعة للفاسدين ومخيبة للتجار الجشعين المحتكرين وغيرهم ،وهذا ما يجب أن يكون لنلحق بالمستجدات المعيشية والاقتصادية على المستوى المحلي والعالمي ونخرج من أي ضائقة بأقل الخسائر و بوعي وحسن إدارة للموارد، وهنا تكمن القوة في مواجهة مختلف التحديات.
رولا عيسى