مستفيداً من حمى الانتخابات الرئاسية الأميركية ومستثمراً فيها، وهي التي يتبارى طرفاها الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن لخطب ود وإرضاء اللوبي الصهيوني الناخب الأكبر في الولايات المتحدة، أكّد رئيس حكومة الكيان الصهيوني الإرهابي بنيامين نتنياهو، الذي شكل مع خصمه بيني غانتس حكومة تطرف جديدة، نيته المضي قدماً بضم غور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية بعد توسيعها بآلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، ناسفاً بذلك كل قرارات الشرعية الدولية وكل التفاهمات والاتفاقيات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبذلك يلبي نتنياهو طموحات اليمين الصهيوني الحالم بتصفية القضية الفلسطينية وإعلان “دولتة” العنصرية على كامل التراب الفلسطيني.
ليست المرة الأولى التي ينتهز فيها حكام الكيان الصهيوني وفي مقدمتهم نتنياهو حدث الانتخابات الأميركية والتنافس الحامي بين مرشحيها، بل يمكن القول: إن أخطر الاعتداءات أو القرارات الصهيونية في المنطقة يتم توقيتها في مثل هذا الموعد، للحصول على أكبر دعم سواء من الرئيس الطامح لولاية جديدة أم من منافسه الحالم بالرئاسة، وهذا ما كشف عنه المرشح بايدن قبل أيام عندما أكد دعم واشنطن المطلق لأمن إسرائيل، وهو القائل “لو كنت يهودياً لكنت صهيونياً”..!
لم يعد هناك أي شك بأنه مهما اختلفت الإدارات الأميركية وتعاقب رؤساء ستظل واشنطن الأكثر دعماً ومناصرة وتمويلاً وتغطية لجرائم واعتداءات ومشاريع الكيان الغاصب، لأن اللوبي الصهيوني في أميركا يتحكم بمقاليد البيت الأبيض ويتحكم بالسياسة الأميركية تجاه منطقتنا، لذلك لا يمكن التعويل حالياً أو مستقبلاً على أي دور أميركي حيادي أو نزيه في الصراع العربي الصهيوني، أو الثقة بواشنطن طالما لا يصل إلى البيت الأبيض سوى من يثبت ولاءه لإسرائيل.
ومع اقتراب الذكرى الأليمة لنكبة فلسطين عام 1948 والذكرى المباركة لتحرير الجنوب اللبناني عام 2000 يبقى التعويل فقط على المقاومة، لأنها الخيار الأمثل والمجرب في ردع الكيان وإجباره على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وما عدا ذلك مجرد أوهام لا قيمة لها، لأن القوة وحدها هي التي تحفظ الحقوق وتردع العدوان والمعتدين.
نافذة على حدث-عبد الحليم سعود