لا نستذكر النكبة اليوم في ذكراها الأليمة، لأنها لم تغب عن ذاكرتنا اليانعة التي لا تذبل فيها حقوق ولا تتساقط فيها ثوابت، مهما عصفت رياح الإرهاب، ومهما استعرت نيران الاستهداف العدواني، فاستعادة الحقوق المسلوبة وتحرير الأرض المغتصبة من كيان الإرهاب الصهيوني وحلفاء إجرامه، هي من أولى أولويات ومبادئ المقاومة الحقة ونهجها القويم لا تسقط بالتقادم مهما مر الزمن، فبوصلة التحرير لم تنحرف يوماً ولم تضل أو تخطئ مؤشراتها رغم كل سكاكين الغدر الأعرابي التي أشهرت لتصفية القضية الفلسطينية عبر استهداف المقاومة في حصنها المنيع، وغاصت عميقاً في جسد الصمود السوري، فقد ظلت فلسطين رغم كل الجراح في سمت بوصلة الدولة السورية وما زادتها الجراح إلا تصميماً على التشبث بالنهج المقاوم، والقبض على جمرات الثوابت.
أجل لا نستذكر النكبة اليوم ونحن نعايش يومياً تبعاتها وتداعياتها على مر72 عاما من حدوثها فالطقوس العدوانية وفصول الارهاب هي ذاتها، والاستهداف الممنهج لرافعي راية الحق المقاوم يستعر، والتصعيد العدواني الصهيو أميركي تجاه من يقبضون على جمرات الحقوق ويحتضنون القضية يرتفع منسوبه يوميا بكل الطرق وشتى وسائل الإرهاب السياسي والعسكري والاقتصادي.
قالتها الدولة السورية من يوم عصفت رياح الإرهاب الصهيو اميركية بالخريطة العربية تدميراً وتمزيقاً وإجراماً وغاص السكين الإجرامي عميقاً لتمزيق شرايين المقاومة والنسغ الواصل بين دول محورها، ويوم فتحت الحدود لقطعان الذئاب لتمعن استهدافاً لدول المقاومة في المنطقة، ولتستكمل نكبة فلسطين فصولها التآمرية المعدة في غرف شرور الاعداء اياهم عبر تهجير وترويع المدنيين في سورية للاتجار بمآسيهم واقامة بازارات المساومة الدنيئة على خشبات الادعاء البغيضة والاستثمار القذر بمعاناتهم من جرائم التنظيمات الارهابية بالمحافل الدولية، فالغاية من زعزعة الأوضاع ووأد الحلول كان ومايزال تصفية القضية وشطب الحقوق العربية المغتصبة وتمكين اسرائيل من المد التوسعي في منطقتنا وضم الضفة الغربية والجولان المحتل واستلاب القدس.
هي الاصابع القذرة ذاتها التي تشعل فتيل الحرب العدوانية اليوم على محور المقاومة فالأهداف المرجوة لم تتغير وان اتسعت بقعة زيت العداء واستطال الوهم الصهيوني بالتوسع، والتمدد بدعم لا محدود من واشنطن التي تبارك آثام مجرمي الحرب الصهاينة وبانبطاح مهين من أنظمة أعرابية تلهث للتطبيع لنيل رضا سيدها الأميركي وترتضي الهوان خوفاً من اهتزاز عروشها المهترئة التي تسندها حصى أميركية.
لكن رغم كل هذا التكالب العدواني والتصعيد المبرمج ضد الدولة السورية خصوصاً ومحور المقاومة عموماً، إلا أن إرادة المقاومة والتشبث بالحقوق استعصت على الكسر من قبل أعدائها.
سورية اليوم تنتصر على أدوات أميركا و”إسرائيل” على اتساع خريطتها الوطنية ومع كل انتصار لها تدق أسفيناً في المشروع الصهيوني وتنسف المخططات الاستعمارية الأميركية.
حدث وتعليق – لميس عودة