ثورة أون لاين -بقلم أمين التحرير ديب علي حسن:
من المعروف أن ثمة هيمنة أميركية على معظم مؤسسات الأمم المتحدة، وما يتبع لها، سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم ثقافية، ولم تكن منصات الأمم المتحدة مكاناً بريئاً في معظم حالات استخدامها، طبعاً من قبل واشنطن ومن يمثلها في هذه المنصات، ومن يتبع ما تجره إليه ؟
في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وغيرهما، لكن اللافت أن ثمة غباء قاتلاً في تصرف الولايات المتحدة الأميركية تجاه منظمات أممية لم تكن بريئة تماماً من محاولات السيطرة الأميركية عليها و”اليونسكو”، الصحة العالمية، الغباء الذي عبر عنه ترامب يدل على عنجهية بلاحدود، أن تكون المنظمة تبعاً كاملاً لإدارته، تنفذ ما يطلب منها، وتعمل وفق خطة سياسية موجهة ضد من يقف بوجه الهيمنة الأميركية.
تريد واشنطن من هذه المنظمات أن تكون جناحاً متقدماً في محاربة روسيا الاتحادية، والصين ودول العالم التي لاتمضي في ركب العنجهية الأميركية، وجاءت موجة الوباء التي تجتاح العالم لتعمق التدخل الأميركي في سياسات يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن الانحياز، وتعمل وفق المبدأ الإنساني وحفظ الصحة العالمية، فليس وقت المتاجرة بالموت، وتنفيس الأحقاد والسؤال: كم سأجني من هذا الموت العابر للعالم كله؟
ترامب فيما يتخذه من مواقف تجاه منظمة الصحة العالمية، ليس الأول من رؤساء الولايات المتحدة الذين يرون مؤسسات الأمم المتحدة مطايا للعبور، ولن يكون الأخير، لكن اللحظة الفارقة في تاريخ العالم مع اتساع موجة الوباء تدل على أن الخطورة كبيرة ومخيفة، فيما إذا تم العمل على تقويض المنظمات الأممية التي تعنى بالشأن الإنساني، بغض النظر عن حديث انحراف بعضها، العالم يحترق بموجة الوباء وجامع المال الأميركي يفرك يديه فرحاً: كم سأجني من هذا الموت الزؤام، ناسياً أن معظم الموتى من دولته، وهنا الطامة الكبرى، فمن يأبه لموت الآلاف من مواطنيه بهذا الوباء، كيف له أن يتحدث عن قيم إنسانية؟