مع اقتراب موعد عيد الفطر المبارك تساؤلات كثيرة مازالت تطرح حول مصير التدابير والإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا التي أعلنت الدولة السورية عن استمرارها لأجل غير مسمى.
البعض وللأسف عبر عن امتعاضه لعدم إنهاء هذه التدابير والإجراءات على هامش قدوم العيد معتبراً أن الخطر قد زال، وأنه آن الأوان لعودة الأمور إلى سابق عهدها. والحقيقة أن هذه الحالة تزامنت مع تراجع حالة الوعي والحذر التي شهدناها مع بداية انتشار الفيروس في سورية، فما يجري حالياً في الأسواق مخيف وخطير، فالفيروس مازال جاثماً على القلوب حتى إنه يوم أمس تم الإعلان عن تسجيل إصابة جديدة، وأيضاً حالة وفاة في الوقت الذي يفكر فيه الكثير كيف سيقضي عطلة العيد، والأخبار والصور التي تظهر حالة اللامبالاة في أغلب المدن والمحافظات كثيرة، وتدعو للإحباط، وهي تتنافى مع المسؤولية التي يجب أن يتحلى بها الجميع للحد من انتشار الفيروس لم يعد يعول عليها.
الدولة السورية استطاعت إدارة هذا الملف بنجاح يحسب لها، واستطاعت حتى اللحظة ضبط الحالة رغم المصاعب التي فرضتها ظروف الحصار والمقاطعة، وذلك بالوعي والتعاون اللذين ظهرا من مجمل السوريين إلا أن المشكلة تكمن في بدء غياب هذا الوعي والحذر فما الحل؟
من البديهي أنه يجب على الجهات المعنية أن تتشدد في تطبيق الإجراءات والتدابير الاحترازية إلى أعلى درجة مع التوجه بالوعي ورفع مستوى الإدراك بضرورة الالتزام تحت طائلة المساءلة القانونية المسوغة، فخطر الفيروس مازال على المحك، ومن غير المنطقي أن تضيع لحظة تخلي كل ما أنجزناه في هذا الملف. والأمثلة على ذلك كثيرة وهي منتشرة في أغلب دول العالم.
أما ماظهر من بعض المحجور عليهم مؤخراً وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي كان مخزياً وهو يعبر عن قلة أخلاق، وعدم تحمل للمسؤولية لا طاقة لنا على تمريره ولا بأي شكل من الأشكال، وخاصة أن خضوع البعض للحجر لا يعني أنه يجب أن يحظى بالرفاهية السياحية في بلد يواجه خطر انتشار فيروس كورونا بعد جملة من الأخطار والعقبات والصعوبات التي نجحنا بالتغلب عليها بالوقوف إلى جانب الدولة.
على الملأ – بقلم أمين التحرير- باسل معلا