ثورة أون لاين – غصون سليمان:
بين تراتيل الأمل والألم يشرق الضوء في حنايا العيد، يبعث السرور في النفوس المتعبة ويغسل القلوب المنهكة، وهي تتحدى صعوبات الحياة .. يشمخ الوطن بحراسه الأوفياء المزروعين في كل شبر فوق الثرى المقدس، يصونون الحرمات، ويرسمون الابتسامات بألوان الحب على وجنات البراءة ،التي غيبت قسوة الحياة بعض ملامحها ومستحقاتها.
حقيبة العيد ملأى بذاكرة لا تنضب من صور ومشاهد لعادات وتقاليد تفنن فيها أبناء المجتمع السوري على جميع المستويات لتكون جديرة بالحياة والتحديات وكل ماطرأ عليها من تغيرات..
ترك بصمته بكل مفردات العنفوان والكرامة، شق الطرقات الوعرة وأزال من عشوائياتها كل ما يشوه الرؤية ويعمي البصيرة، لم يستسلم للظروف المزرية التي فرضت بحقدها ولؤمها أشياء دخيلة على قاموس تفاصيلها. بل طوّع كل شيء بصياغة سورية نقية غير قابلة للتبديل وعبثية التغيير.
عيد الفطر الموصوف بالسعيد..أسعد نفوس السوريين الذين جبلوا بعرقهم ودمائهم الطاهرة على مدى عشر سنوات من عمر القهر والظلم الذي صدر إلينا.. فأهداهم بفضل الاستبسال والشجاعة والتضحية من أبطال الجيش العربي السوري وكل من وقف معه بإخلاص ومحبة، خريطة أمان ومسافات اطمئنان على كامل جغرافية الوطن الذي سورته السواعد القوية المؤمنة بأن قوة الحق هي الغالبة .. وأن طريق العزة والحياة الكريمة لايعبد إلا بحرمة وسيادة بلد آمن، سنده محبة شعب وإخلاص أبناء،أقسموا بالشرف العظيم أن يبذلوا الغالي والنفيس ، وأن يكونوا الأوفياء مهما بلغت التضحيات.
في عيد الفطر السعيد لهذا العام أهدت السماء غيثها المبارك على أطراف الوطن وقلبه، لعلها تغسل برحمتها كل الهموم والأحزان، وتمسح بلطفها وحيويتها كل ما علق من أطماع لبعض النفوس التي تجاوزت حدود الاحتمال وهي تحاول الاستدارة الملتوية، دون إدراك أنه مهما حاولت الهروب لابد أنها ستقع يوما في قفص الخذلان والندم وسوء العاقبة.
أيام مباركة لجميع السوريين وهم يقضونها في منازلهم، يتممون فيها شروط الحجر الصحي، والإجراءات الوقائية..فيما العيون الساهرة لا تغفو ليبقى ليل الوطن آمنا، ونهاره مشرقاً..
كل عام وسورية المحبة قيادة وجيشاً وشعباً بألف خير.